تخطت الإنجازات التاريخية التي شهدها العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الاهتمام المحلي إلى العالمي، حيث أبرزت الصحف العالمية المرموقة القرارات والأوامر الملكية التي تخطت حدود المملكة وصولا إلى المستويات الإقليمية والعالمية، لما للمملكة من مكانة سياسية واقتصادية مهمة على الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية. وأشارت وسائل الإعلام الغربية والأجنبية إلى ما اتسم به العام الأول من حكم الملك سلمان من حزم وعزم وإصلاحات طالت كافة المجالات.
انتقال سلس للحكم
ذكرت صحيفة كرونيكال الهولندية أنه ومع دخول المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المستشفى في أواخر ديسمبر من عام 2014، ظهرت دوامة من التقارير المضللة في بعض الصحف الأجنبية حول انتقال السلطة في المملكة بعد وفاته، في ظل الإضرابات العنيفة التي تشهدها المنطقة بشكل عام والعالم العربي على وجه الخصوص. وجاءت المفاجأة عقب وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله، وتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، حيث مضت الأمور-كما اعتادته هذه البلاد- بسلاسة وانسجام بين الشعب وقائده، والذي تعهد في أولى تصريحاته بمواصلة مسيرة سلفه، والسير على خطى ورؤية مؤسس البلاد الأول.
محمد بن سلمان من أقوى القادة
حل ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ضمن قائمة مجلة "فورين بوليسي" الأميركية لأكثر 100 شخصية الأكثر تأثيرا على مستوى العالم. وضمت قائمة أقوى قادة العالم صنعا للقرار كلّا من الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزيرة الخارجية السويدية مارجوت والستروم، ورئيسة الوزراء البنجلاديشية شيخة حسنية، ورئيسة ماوريتيوس أمينة كوريب فاكيم، ووزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس، فضلا عن عدد من الدبلوماسيين المهمين حول العالم.
وأشارت المجلة إلى أن الأمير محمد بن سلمان، ومنذ توليه مهام وزارة الدفاع في يناير 2015 أحدث نقلة نوعية للجيش السعودي، حيث قاد عمليات عسكرية مهمة جدا ضد الأعداء الإقليميين، وأسهم في إعادة رسم صورة المملكة في الخارج بشكل إيجابي، وأعطاها دورا رياديا، وقاد الحرب على الميليشيات الحوثية التابعة بولائها لطهران، مؤكدا على التضحية بالنفيس من المال والدم فداء لإحباط المخطط الفارسي في التدخل في البلاد العربية. كما كان له تأثير مهم في صناعة القرارات الوطنية الحساسة، ولم يتوقف تأثير وزير الدفاع على الشؤون الدفاعية، بل تعداها لإبرام اتفاقيات مهمة مع الدول العظمى كروسيا. وأشارت المجلة إلى أن التقارير الإعلامية الغربية تناقلت بشكل كبير القوى العظيمة والتأثير المهم للأمير الشاب في المملكة وخارجها. وأضافت المجلة أن الأمير محمد يكتسب أهمية كبرى، حيث إنه بكونه شابا فإنه يمثل الطبقة العظمى من الشباب، كما أن مركزه يعتبر من أهم المراكز التي وصل إليها جيل الشباب.
التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب
رحبت الصحف العربية والعالمية بتشكيل التحالف الإسلامي بقيادة المملكة ومقره الرياض، حيث نوهت صحيفة رودو الكردستانية العراقية تحت عنوان "أكاديمي: التحالف الإسلامي خطوة إيجابية لتعزيز التحالف الدولي"، أكد فيه الأستاذ الجامعي مهند الجنابي أن "التحالف لا يستهدف تنظيم داعش فقط، بل سيحارب الظاهرة في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، موضحا أن تشكيل مثل هذا التحالف الإسلامي، جاء لإسناد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والتحالف العربي بقيادة السعودية".
وقال الجنابي إن تأسيس تحالف جديد باسم التحالف الإسلامي بمشاركة 34 دولة، أمر مفرح، وتؤكد هذه الخطوة براءة الإسلام من الإرهاب، مضيفا أن "هذا التحالف يدعم التحالفين الدولي والعربي لمواجهة الإرهاب".
ورحبت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين بإعلان التحالف الإسلامي بقيادة المملكة، والذي يضم 34 دولة لمكافحة الإرهاب. وقالت للقناة التلفزيونية الألمانية زد. دي. إف: إن التحالف سيكون ذا فائدة، إذا انضم للدول الأخرى التي تقاتل تنظيم داعش. وأضافت أن داعش استفاد من الخلافات بين أطراف كثيرة تعارضها.
وتابعت ليين "أعتقد بأنه من الصحيح أن تشكل المعارضة لداعش مجموعة، لكنها تحتاج إلى أن تكون جزءا من عملية فيينا لمكافحة الإرهاب التي تضم جميع الدول التي تقاتل ضد داعش، مثل الولايات المتحدة، وأوروبا، وروسيا، وتركيا، والمملكة".
كما اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن المملكة أكدت عبر تأسيسها التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب والتطرف، على سياستها الخارجية التي تسخر كل الجهود لمحاربة داعش ودحره. وأظهرت أن الشارع السعودي يعتقد بأن الوقت قد حان لإظهار الجدية الكاملة من دول العالم، لمحاربة الإرهاب في المنطقة، لا سيما تنظيم داعش الذي يستحوذ على أراض شاسعة في عدد من بلاد المنطقة.
رخاء اقتصادي
أوضحت صحيفة الدايلي ميل البريطانية الشهيرة أن الملك الجديد يغدق 20.7 مليار يورو على شعبه، احتفاء بتسلمه العرش في البلد النفطي الغني، مشيرة في خبرها إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمر بصرف مليارات الريالات لمواطني شعبه عقب توليه مقاليد الحكم. ولفتت الدورية البريطانية إلى أن اللفتة الكريمة كانت ملمحا مهما لرخاء البلاد. وكتب خادم الحرمين الشريفين في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حازت على 350 ألف إعادة تغريد "أيها الشعب الكريم: تستحقون أكثر ومهما فعلت لن أوافيكم حقكم، أسأل الله على أن يعينني وإياكم على خدمة الدين والوطن، ولا تنسوني من دعائكم". وشملت الأوامر الملكية صرف راتب شهرين لكافة موظفي الدولة، والعسكريين والطلاب والمتقاعدين.
أما صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فذكرت أنه وقت الحفلات والرخاء للسعوديين، حيث سيتمتع ما يزيد على 3 ملايين سعودي براتب الشهرين، مؤكدة أن السعوديين احتفلوا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بالأوامر الملكية، وانتشر فيديو لرجل سعودي يرش بالأموال على طفله احتفاء بالمناسبة. كما أن كثيرا من الشركات الخاصة السعودية قامت بصرف راتب شهرين تماشيا مع الأمر الملكي.
الإنسان هدف التنمية
ونشرت قناة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية خبرا تحت عنوان "الملك سلمان في خطابه أمام مجلس الشورى: الإنسان هو هدف التنمية وسنواصل جهودنا لمحاربة الإرهاب". وذكرت أن خادم الحرمين الملك سلمان ألقى خطابا مختصرا خلال أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، أكد فيه على ضرورة التركيز على الإنسان عبر الاهتمام بالقطاعات الصحية والتعليمية والإسكان والتوظيف وغيرها. كما أكد أن المملكة تسير على مبادئها الثابتة فيما يتعلق بالقضايا العربية والدولية.
سلمان ضمن أقوى 100 شخصية
دخل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قائمة أقوى 100 شخصية حول العالم، والتي تصدرها سنويا مجلة ذا تايمز البريطانية الشهيرة، مشيرة إلى أن زعماء قلائل جدا تمكنوا من دخول القائمة عبر التاريخ، حيث يمتلك الملك سلمان صفات فريدة من خلال قيادته للمملكة بشكل احترافي. وأكدت المجلة أن الملك المفدى عايش خلال عمله كثيرا من ملوك السعودية، وتعزى التطورات التي مرت بها العاصمة الرياض له، حيث تمكن من تحويلها إلى مدينة عالمية. ويولي خادم الحرمين كثيرا من اهتمامه لخدمة الدفاع عن العقيدة الإسلامية، حيث يقوم بكثير من الأعمال في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، ويحمل الخبرة الهائلة والحكمة العميقة. وتشير التايمز إلى أن صفاته المميزة أهلته ليكون قائدا للأمتين العربية والإسلامية.
تغييرات حازمة
شهد الأسبوع الأول من حكم الملك سلمان صدور 30 أمرا ملكيا جديدا، تضمنت إعادة ترتيب الأمور وتنظيمها داخل الحكومة، حيث استبدل خادم الحرمين عددا من الوزراء، بوزراء أصغر سنا وأكثر وتخصصا، وهي خطوة استقبلها السعوديون أحسن استقبال.
فوز تاريخي للمرأة بالانتخابات البلدية
أبرزت الصحف العالمية الإنجاز التاريخي للمرأة السعودية، عقب نجاحها في خوض غمار الانتخابات البلدية، وفوزها بمقاعد لممارسة الدور المنوط بها في ارتقاء المجتمع السعودي نحو الأفضل. وأشارت صحيفة "يو إس أي توداي" الأميركية في مقالها تحت عنوان "النساء يفزن بالانتخابات الأولى في المملكة العربية السعودية" إلى أن المرأة السعودية قطفت نتاج مشاركتها في الانتخابات بحصولها على الفرصة التاريخية الأولى بالفوز في 17 مقعدا بلديا من ضمن 2100 مقعد، والمشاركة بشكل فعال في عملية تطور البلاد.
أما قناة "سي بي سي نيوز" الكندية، فذكرت في مقال مخصص لتغطية الانتخابات البلدية تحت عنوان "تصويت تاريخي في الانتخابات البلدية السعودية، وفوز 19 مرشحة"، أن النتائج أظهرت فوز 19 مرشحة في اليوم التالي للانتخابات، وهو الحدث الذي يحصل للمرة الأولى منذ توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وقد توزعت المرشحات على مختلف مناطق البلاد، من القرى الصغيرة إلى المدن الكبيرة. وتعتبر النتائج الأخيرة مهمة وجوهرية على الرغم من أنها لا تشكل ثقلا كبيرا في اتخاذ القرارات، لكنها تشكل توجها مهما لدخول المرأة بشكل جيد في اتخاذ القرار.
من جانبها، ذكرت قناة "البي بي سي" البريطانية في عنوانها "السعودية: فوز عضوات المجالس البلدية للمرة الأولى"، أن المرأة السعودية نجحت في أن تأخذ دورها في الانتخابات البلدية، حيث شهدت مناطق عدة توافدا للناخبات، ولعل أهمها مكة والجوف وتبوك وجدة والقطيف. ويعتبر التصويت ومن بعدها الفوز حجر أساس في مسيرة المرأة في المملكة.
أما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فذكرت في عنوان مقالها "السعوديات يفزن بـ17 مقعدا في أول انتخابات تشهد ناخبات ومرشحات"، أنها المرة الأولى التي تمنح فيها المرأة السعودية حقي التصويت والترشح، حيث لم يكن من المتوقع للنساء أن يحظين خلال الانتخابات بفرصة الفوز، ولكن النتائج جاءت إيجابية، حيث تمكنت بعضهن من الفوز، الأمر الذي يعتبر منطلقا مهما نحو الأمام.