بداية، لا يمكن لي إغفال الدور الإعلامي الذي يقوم به إعلامنا السعودي الرسمي، وبعض الكتاب في الصحف، للدفاع عن قضايانا الوطنية السعودية، وإيصال الرسائل الصحيحة، والحقائق الواضحة للعالم الخارجي، وهو دور نبيل وواجب وطني، خصوصا بعد قيام المملكة بتنفيذ الأحكام في "47 إرهابيا" واجهوا القصاص العادل كمواطنين سعوديين، دون النظر إلى خلفياتهم المذهبية، لكني توقفت طويلا أمام القنوات الفضائية المحسوبة على المملكة، والتي يملكها رجال أعمال سعوديون، فما يزال الدور الذي تقوم به تجاه قضايانا الوطنية والدفاع عنها ضعيفا ودون المأمول، مقارنة بما تقوم به فضائيات تستضيف الأبواق الحاقدة على بلدنا، يتم استضافتها في قنوات فضائية عربية تتبع جهات غربية، تنساق خلف الأكاذيب والمزاعم التي تروج لها أسماء عربية دون خجل، وبعض تلك الأسماء كانت تلقى الترحاب عندنا، وسبق استضافتها في محافلنا الثقافية، ويجد أصحابها الاحتفاء والتقدير، فسارعوا إلى قلب ظهر المجن.

تلك القنوات عملت باجتهاد عبر تلك الأسماء على تشويه الحقائق، فأصبحت إيران الدولة المعتدلة، وصاحبة الحق في صراعها معنا، بينما هي الدولة المعتدية، ذات النزعة العدوانية في سياساتها مع دول الخليج العربي، والتي تقف خلف كل الأعمال الإرهابية في المنطقة عبر أدواتها، وشوّهت تلك القنوات الحقائق، فالإرهابيون اعتداءاتهم وضحاياهم تشهد على إرهابهم.

تلك القنوات لا تدخر جهدا في ترويج الأكاذيب، لكني ألوم قنواتنا الفضائية السعودية غير الرسمية، لأنها لم تستقطب الأسماء السعودية التي يمكنها المنافحة بقوة عن قضايانا العادلة، وإن حضرت بعض الأسماء فيها، فهي تخفق في الحديث بصوت الحقيقة دون مراوغة أو مجاملة أمام الضيوف الآخرين، سواء من العرب أو غيرهم أو من الإعلاميين الإيرانيين، وربما اعتمدت على الإعلاميين العرب للمنافحة عن قضايانا، في حين أن لدينا أسماء إعلامية سعودية قادرة على القيام بالمهمة.