كانت أم الفحم وأخواتها من المدن العربية، التي أصبحت بالقهر إسرائيلية، عنوانا للنضال الوطني الفلسطيني منذ نكبة فلسطين قبل 62 سنة. شارك أبناؤها بكل التحركات والفعاليات الفلسطينية، وكانوا صوتا للنضال الفلسطيني في الداخل بعد أن حاول الاحتلال طمس هويتهم بعد أن اغتصب الأرض.

كانت أم الفحم وسخنين وعرابة ودير حنا من قرى الجليل الأعلى الشرارة التي انطلقت منها حركة المواجهة الفلسطينية في الداخل، لتؤكد أن الشعب الفلسطيني، ورغم الاحتلال والتشريد سيبقى صاحب قضية لن تموت، وأن الشهداء الذين سقطوا على مذبح القضية الفلسطينية ليسوا إلا مشاعل تضيء طريقا مظلما لا بد أن يصل آخرون إلى نهايته.

ربما تفتح المواجهة بين المتطرفين الصهاينة وأبناء أم الفحم أمس، الطريق أمام القيادة الفلسطينية، لدى السلطة ولدى حماس الطريق إلى التفكير في مصير الشعب الفلسطيني، ووضع الخلافات الحزبية والشخصية جانبا، والسير في المصالحة الوطنية في مسارها الصحيح. والأنباء الواردة على هذا الصعيد، من مسؤولين فلسطينيين تبشر بالخير، إذ تنبئ الأخبار بقرب اللقاء بين فتح وحماس في العاصمة السورية لمتابعة البحث في القضايا العالقة بين الطرفين، متجاوزين إشكالية المكان، والمشاحنات الكلامية التي كانت سرت مسرحا لها.

ألا يحق للشعب الفلسطيني أن ينعم بقيادة متضامنة أقله ضد الاحتلال؟

هذا ما نرجو أن نراه في الأيام القليلة المقبلة.