من النادر أن تستطيع ضاحية تقع في أقصى جنوب جدة تسمى بـ"الخمرة" أن تنتقل بحراجها الأسبوعي المتخصص في بيع الحمام والطيور بفصائلها المختلفة، من بقعتها الجغرافية الصغيرة، إلى عالم افتراضي أوسع يدعى "يوتيوب"، بل وتنشئ من أجله عشرات المقاطع، حيث حلت أرقام هواتف من يعرفون بـ"المحرجين" بديلا عن أصواتهم.

حراج الطيور في "الخمرة" استطاع أن يجمع شتات طيور العالم في مكان واحد، حيث يعد هذا الموقع، بحسب تصنيف بعض مقاطع يوتيوب، بـ"ملتقى الهواة الأسبوعي".

في كل جمعة تعيش "خمرة جدة" أجواء مختلفة ومنفردة مع طيورها من مختلف الفصائل والأصناف، فهذه البقعة الصغيرة جذبت كثيرا من الهواة القادمين من مختلف مناطق المملكة، الأمر الذي يعتبره كثيرون أيقونة عالمية.

صيحات المحرجين تكاد لا تتوقف منذ الثانية بعد الظهر، فيجتمع الباعة المحترفون والهواة في ملتقاهم، كل منهم يدلي بدلوه، فبعضهم لم يأت للبيع أو الشراء، بل فقط ليعلم القيمة السوقية لطيره من الحمام أو الببغاء، مثل سالم الحامد، الذي جاء خصيصا من ينبع، بصحبة "حمامه الجوكوبين"، الذي يبدأ سعره من 2500 ريال.

سالم فتح باب المزاد الذي وصل مع المشتريين إلى 3500 ريال، ورغم ذلك امتنع عن بيعه، ويمتاز "حمام الجوكوبين" بريشه الغليظ ورشاقة جسمه وعينيه الكمثريتين، وهناك في جانب آخر يبرز بحسب خبراء السوق "الحمام الباكستاني" الذي يستطيع التحليق قرابة 12 ساعة متواصلة دون توقف، ويصل سعره إلى نحو 4500 ريال، ثم بعد ذلك "الرقاص الأميركي"، ذو الحجم الكبير والذيل الضخم، ويبدأ سعره بـ400 ريال.