نحتفل هذا الشهر بأسبوع التعليم الدولي السادس عشر، هذا الحدث الذي نحتفل فيه بأهمية التعليم الدولي والتبادل العلمي في جميع أنحاء العالم إلى جانب آلاف الجامعات الأميركية التي تضم حاليا طلابا من المملكة العربية السعودية، أود أن أرحب ترحيبا حارا بالطلاب السعوديين الذين يدرسون في الولايات المتحدة. إن قرار الدراسة في الخارج من أهم القرارات المصيرية في حياة الشباب والشابات فهو يطورهم على الصعيدين الشخصي والمهني بشكل لا نظير له.

منذ أن توليت مهام سفير الولايات المتحدة لدى المملكة العربية السعودية، تسنى لي أن أقابل كثيرا من الطلاب السعوديين الذين درسوا في الولايات المتحدة. إنني معجب كثيرا بروح المغامرة التي يتحلى بها هؤلاء الشبان والشابات الذين سافروا إلى بلدنا وتعرفوا على مجتمع يختلف عن مجتمعهم. قابلت أيضا كثيرا من القادة السعوديين من الحكومة ورجال الأعمال الذين درسوا في الولايات المتحدة وتكاد لا تخلو قصصهم من الحديث عن المزايا العديدة للتعليم الذي تلقوه، الصداقات التي كونوها، والخبرات والتجارب القيمة التي استفادوا منها وجلبوها معهم عند عودتهم إلى أرض الوطن، والتي ساعدتهم في حياتهم المهنية في المستقبل.

لقد أصبح عالمنا اليوم مترابطا أكثر فأكثر. فالدول التي يتمكن أبناؤها من التواصل والتفاعل براحة وثقة مع الآخرين على الصعيد الدولي لديهم قدرة أكبر على المنافسة في هذا المشهد العالمي الجديد. إن الشباب والشابات الذين يدرسون في الخارج يمتلكون آفاقا متنوعة من المعرفة والمهارات والقدرات التي تجعل منهم قادة اقتصاد القرن الواحد والعشرين. كما أنهم يتمتعون بفرص أكبر ليصبحوا قادة يستخدمون معرفتهم التي اكتسبوها لبناء مجتمعات مزدهرة ومترابطة.

تحتل المملكة العربية السعودية لسنوات عدة المرتبة الرابعة من بين جنسيات الطلاب الدارسين في أميركا. إن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم التبادل الأكاديمي الدولي. كل عام، نرسل حوالى 300 ألف طالب أميركي للدراسة في مختلف دول العالم، كما نستقبل أكثر من 886 ألف طالب دولي من أكثر من 200 دولة في جامعاتنا وكلياتنا.

ونثني على جهود خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية على جهودهم الجبارة المبذولة من أجل النهوض بالتعليم لشعب المملكة. ويتجلى استعداد المملكة للمستقبل بشكل واضح من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي يؤمن أسسا تعليمية قوية للجيل القادم من القادة السعوديين، ويمثل نقطة انطلاق لخيارات مهنية مرضية ومثيرة.

إنني فخور لأن الولايات المتحدة ما زالت الخيار الأول للطلاب السعوديين الراغبين في الدراسة في الخارج. إن تواجدهم في فصولنا ومجتمعاتنا يثري التجربة الجامعية عن طريق التبادل المشترك للثقافة والتقاليد والتراث بين البلدين. يحصل هؤلاء الطلاب على مستوى عالمي من التعليم في في مجالات عدة كالطب والهندسة والعلوم وإدارة الأعمال وتقنية المعلومات. وهذه المجالات من شأنها أن تسهم في تطوير المملكة في هذا العالم سريع التغير.

يشرفنا بأنكم تثقون بنا بأغلى ما لديكم، وهم أبناكم وبناتكم. سنظل نرحب بالطلاب السعوديين في الولايات المتحدة، وسيحصل هؤلاء الطلاب على مستوى رفيع من التعليم وسيكونون صداقات لمدى الحياة. أنا أشجع جيل الشباب السعودي على خوض تجربة التعليم الدولي في الخارج حتى يتعرفوا على العالم ويتعرف العالم عليهم.