فشلت تجربة أن يكون رئيس الاتحاد الكروي من أصحاب (الصنعة)، أي لاعب كرة قدم سابق في اتحادات وطنية وقارية ودولية، وكان النجاح دائما حليف الرئيس القوي وأبرزهم جواو هافيلانج حيث إنه بطل أولمبي في السباحة قاد "فيفا" لمدة 24 عاما، ويعتبر من أنجح رؤساء "فيفا" عبر مائة عام.
اليوم في الاتحادات الخليجية والعربية لكرة القدم أسماء قيادية بارزة لم تمارس كرة القدم على المستوى الرسمي الأول، أو تكون من نخبة البلد في مجال اللعبة، وهم ناجحون ويديرون اتحاداتهم بقوة وأبرزهم الجزائري محمد روراوه. على المستوى المحلي كنت أعتقد أن وجود لاعب دولي سابق سوف يكون طريقه أسهل للنجاح والتميز إلا أن اعتقادي خاب بدرجة عالية جدا، ولم يستطع رئيس الاتحاد الأستاذ أحمد عيد تقديم ما وعد به في حملته الانتخابية، وحتى الآن وبعد مضي ثلاث سنوات لم يقنع الرأي العام والخبراء والنقاد.
الإدارة فن لا يجيده الكثيرون، والإداري شخصية كاريزمية لا تنطبق على كثيرين أيضا، ولذلك يعتبر الإداري الناجح عملة نادرة، ولا يعني وجود خبرات سابقة أو شهادات عليا أن الشخص بإمكانه أن يكون إداريا ناجحا.
أتمنى أن تكون الانتخابات المقبلة التي ستعقد بعد أقل من عام أكثر نضجا واستيعابا للتجربتين السابقتين النصفية والكاملة، وأن نتجه للإداري الذي تخرج من الأندية ويعرف صعوباتها وظروفها والتزاماتها ونواقصها لأنه سيكون الأجدر بقيادة دفة الاتحاد وتحقيق المطلوب.