كشفت جمعية الهلال الأحمر اليمنية أن جماعة الحوثيين المتمردة، رفضت تسلم جثث 62 من قتلاها الذين لقوا مصرعهم في المعارك التي دارت الأسبوع الماضي في منطقة فرضة نهم، شرق صنعاء، مشيرة إلى أنها تطوعت بنقل الجثث وتحميلها على خمس شاحنات وعند وصولها رفض الانقلابيون تسلمها، واكتفوا بأخذ جثث ثلاثة قتلى يعودون إلى عائلات مرموقة، وهم من يطلق عليهم اسم "القناديل"، ورفضوا تسلم البقية.

وأضافت الجمعية أنها حاولت إقناع الحوثيين بتسلم بقية الجثث وتسليمها لذويها، إلا أنهم تمسكوا بالرفض، ما دعاء الجمعية لإنزالها وتركها في العراء. وأعربت في بيان عن أسفها للطريقة التي تتعامل بها الميليشيات المتمردة مع جثث مقاتليها والتمييز الذي يستند على أسس عرقية.

وأشار البيان إلى أن الجمعية استجابت لنداءات المقاومة الشعبية، للتدخل وأخذ الجثث التي بدأت تتحلل، خشية تسببها في انتشار أمراض معدية، وأن عناصر المقاومة أبدوا استعدادهم لمساعدة عناصر الجمعية بتوفير ما يحتاجونه، وساعدوهم في نقلها، إلا أن الانقلابيين رفضوا تسلمها.



التمييز بين القتلى

كان الانقلابيون الحوثيون قد اعتادوا في كثير من الحالات على عدم الاهتمام بنقل جثث قتلاهم، وأشار قائد المقاومة الشعبية في تعز، حمود المخلافي إلى أن الثوار عرضوا في مرات كثيرة تسليم جثث المسلحين، إلا أن قيادة التمرد لم تبد تجاوبا كافيا مع جهودهم، حتى عندما قام عناصر المقاومة بنقل جثث الحوثيين وتوجهوا بها لمناطق تقع تحت سيطرتهم، رفضوا تسلمها، ما دفع المقاومة إلى دفنها. وأضاف المخلافي أن المتمردين ألحوا ذات مرة على تسلم جثة أحد قتلاهم، وأرسلوا في سبيل ذلك العديد من الوساطات، وعندما استفسروا منهم عن السبب في هذا الاهتمام، علموا أنها تعود لأحد أبناء العائلات المرموقة، وأن أسرته تصر على استعادة جثته لدفنها في صنعاء. كما أشارت مصادر ميدانية إلى أن جثث العشرات من قتلى الحوثيين الذين لقوا حتفهم على الحدود مع المملكة، ظلت ملقاة على الجبال والأودية، حتى تعفنت، دون أن يبادر الانقلابيون إلى سحبها ودفنها، وباتت بالتالي طعاما للحيوانات المفترسة والكلاب الضالة.



تراجع المعنويات

وقال الناشط في المقاومة بمأرب سعد ناصر، إن طريقة تعامل المتمردين الحوثيين مع جثث أسراهم تؤكد العقلية التي يتعاملون بها، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "حتى في الموت لا تتورع تلك الجماعة المتمردة عن ممارسة التمييز السلبي، وهو ما يؤكد ابتعادها عن تعاليم الإسلام التي تنص على المساواة، وكذلك عادات وقيم المجتمع اليمني، الذي لم يعرف في تاريخه مثل هذه السقطات. وهذا الأسلوب في التعامل أحد العوامل الرئيسة في تراجع الروح المعنوية لمقاتلي الميليشيات المسلحة، الذين باتوا يرون بأعينهم أن قيادتهم لا تقيم لهم وزنا، ولا تحترمهم في الحياة ولا في الممات".