تتضاعف الأضرار، وترتفع التكلفة -بشرية ومادية- حينما تتأخر أجهزة الإنقاذ في الوصول إلى موقع الحدث.
بلادنا تشهد بين حين وآخر تقلبات جوية، وتغيرات مناخية لافتة، أو حتى حوادث مرورية أو حرائق أو سقوط أبنية وانهيارات. دور المواطن يتوقف -أو هكذا يُراد له- عند الإبلاغ أو الاتصال بالجهات المختصة. ما يحدث بعد ذلك ليس من اختصاصك، عليك أن تغادر الموقع، وتترك الخسائر تتضاعف!
الشباب -وهذا الأجمل- يتسابقون نحو الأعمال التطوعية. يبدؤون في عمليات الإنقاذ دون أن يضعوا أي اعتبار للخطورة التي قد يتعرضون لها، ودون الالتفات إلى أي تحذيرات!
المبادرون والمتطوعون موجودون في جميع مناطق المملكة. في جدة على وجه التحديد، هناك جهود شبابية فردية لها إسهامات كثيرة، أتيحت لها الفرصة لتثبت نفسها. وطالما تحدثنا عن العمل المنظم لا يصح تجاوز حملة "فرسان الطرق" التي كان لها جهود واضحة شمال المملكة، ويتركز عملها في إنقاذ المتعثرين على الطرق دون مقابل، وهناك حملة مماثلة قرأت عنها أمس!
المتطوعون ثروة وطنية. أن يكون لديك شباب يريدون معاونتك في العمل فهذه نعمة كبرى. حينما تتحدث عن ثقافة العمل التطوعي ستقف مشدوها أمام إنجازات العالم.
خذ المثال الأشهر: الإحصاءات المتوافرة تقول إن عدد المتطوعين في أميركا وحدها يتجاوز 90 مليون شخص. معدل ساعات التطوع يوازي عمل تسعة ملايين موظف! والمحبط في الأمر أن قيمة العمل التطوعي لدى أكثر هذه الشعوب تنطلق من فكر مدني بشري بحت. بينما هي في صميم عقيدتنا!
التطوع ممارسة إنسانية، تتم بشكل فردي أو بشكل جماعي عن طريق الاجتهاد أو خلال مؤسسات تطوعية غير ربحية، "ومن تطوع خيرا فهو خير له".
العمل التطوعي وقت الأزمات بالذات قيمة اجتماعية يقوم بها الإنسان برغبته وحريته دون أي مقابل، من أجل مساعدة الآخرين.
بلادنا أحوج ما تكون اليوم إلى تنظيم المبادرات التطوعية. نحن في حاجة إلى إقرار جمعيات إنقاذ مختلفة في كل منطقة، تضم طاقات شبابية يتم تدريبها وتوجيهها بشكل مناسب. كثير من الحوادث المفجعة والإصابات المميتة بإمكاننا الحد منها لو حولنا الشباب المتجمهرين حولها إلى كفاءات مدربة!