أثار خطاب المخلوع علي عبدالله صالح الذي ألقاه مساء أول من أمس سخرية الكثير من المراقبين السياسيين الذين توقعوا أن يكون الخطاب الأخير، وشبهوا المخلوع بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي، مشيرين إلى أن اقتراب المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية من السيطرة على العاصمة صنعاء، يعني أن المخلوع فقد القدرة على الحركة، وتوقعوا أن يصل الثوار إلى موقعه قريبا.
محاولات فاشلة
قال المحلل السياسي ناجي السامعي: إن المخلوع بدا مرتعشا ومرتبكا، خاصة بعد أن اقترب أبطال المقاومة من معقله، وباتوا يطرقون أبواب صنعاء، مشيرا إلى أن كلماته حفلت كعادتها بالمتناقضات، وأضاف "التهديدات الجوفاء التي أطلقها صالح بأن الحرب لم تبدأ بعد إلى غير ذلك من الكلام الأجوف هو محاولة فاشلة لرفع معنويات مقاتليه، الذين سارع معظمهم إلى الانسلاخ عن التمرد والانضمام للشرعية".
وأضاف السامعي "صالح أثبت بخطابه أنه يعيش عزلة تامة عن الواقع، ويحيا في عالم خاص به، فهو يحارب مجموعة من أقوى الدول العربية التي تملك من الأسلحة وأجهزة الاتصالات والاستخبارات ما لا يتوافر له، وهذه الدول على قناعة وإدراك تام بأن المخلوع لم يعد يملك إلا مجموعة من الصواريخ الباليستية التي ظل يطلقها خلال الفترة الماضية بصورة عبثية، لأنها لن تصيب أهدافها، ولا يوجد احتمال ولو بنسب ضئيلة لتحقيق هدف من ورائها، فأجهزة الرصد السعودية ترصدها منذ إطلاقها وتتخير المكان المناسب لإسقاطها، مستخدمة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية".
اقتراب النهاية
أكد الناشط السياسي علي اليافعي، أن المخلوع صالح بات يدرك أنه يعيش أيامه الأخيرة، وأن جحافل الثوار تحاصر معقله، ولا يدري ما عليه أن يفعله، بعد أن وصل مقاتلو المقاومة الشعبية إلى أبواب صنعاء، وقطعوا الإمدادات عنها، وما هي إلا أيام قلائل وتبدأ معركة التحرير النهائية.
وقال: "إن صالح أضاع بحماقته الكثير من الفرص التي كانت تضمن له حياة كريمة، وأولها المبادرة الخليجية التي وفرت له حصانة لم يكن يحلم بها، لكن أوهام الزعامة التي تملكته وصورت له أنه صاحب الحق الوحيد في حكم اليمن، دفعته لارتكاب سلسلة أخطاء فادحة أوصلته إلى هذا المأزق".
وأضاف "كل ما تحدث به المخلوع هو كلمات مرسلة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولن توقف قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة عن مد يد الدعم للثوار لأجل تخليص اليمن من هذا الكابوس، وربما تكون لها آثار مضادة تدفع التحالف إلى تسريع وتكثيف الدعم لعناصر المقاومة".
خلافات داخلية
كشفت مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام أن اجتماع اللجنة العامة للحزب شهد مشادة كبيرة بين المخلوع وقياديين نافذين، طالبوا بفك الارتباط مع الحوثيين والعمل على التوصل لتسوية سلمية. وأشارت المصادر إلى أن أعضاء اللجنة القاضي أحمد الحجري، وعبد الرحمن الأكوع، والدكتور عادل الشجاع، وحسين حازب، وكهلان أبو شوارب، وعلي المقدشي، عارضوا المقترح الذي تقدم به صالح لإعلان التحالف مع الحوثيين رسميا وعبر بيان من اللجنة العامة، مشيرين إلى أن هذا التصرف سيقضي تماما على شعبية الحزب.