من المتوقع أن تركز عمليات قوات الائتلاف في العراق العام المقبل على حرب بين الموصل والرمادي تمتد باتجاه الشمال نحو معقل تنظيم "داعش" في العراق وفي الرقة بسورية. وسيؤدي الأكراد دوراً تتزايد أهميته في هذه الحملة.
ويتمثل أحد الأدوار الذي سيؤديه الأكراد في قطع خط تنظيم داعش من الموصل إلى الرقة الذي لا يشكل خطاً عسكرياً فحسب، بل اقتصادياً وسياسياً أيضاً. وحالياً، يتنقل الدعم المتوفر لتنظيم داعش بين هاتين المدينتين ويتطلب قطع هذا الخط شن هجوم على مناطق مثل سنجار والحسكة والهول والشدادي. وسيكون الدعم الكردي مركزياً لهذه الجهود ولقطع الجزء الجنوبي الشرقي من أراضي التنظيم في محافظتي ديالى وصلاح الدين جنوبي بيجي. ويستطيع الأكراد أيضاً دعم هجمات القبائل السُنية على "المفصلة" في الحويجة والزاب، التي تقع مباشرة غربي كركوك.
يواجه العراقيون الأكراد عددا من التحديات التي من بينها أنهم إذا تقدموا بعمق كبير داخل مناطق عربية فإنهم لن يجدوا الترحيب فيها، بل من الممكن أن يثيروا غضب سكانها المحليين. ومع ذلك، فقد أشار الأكراد أخيراً إلى أنهم مستعدون لتجاوز حدود معينة لتحقيق هدف أكبر، وهو إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، علماً بأن مثل هذه الإشارات ستستقطب دعماً أكبر للائتلاف.
ويفتقر الأكراد إلى القدرة على الاستفادة من المساعدة الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة وتحويلها إلى وحدات جديدة. فهم لم يتمتعوا قط ببرامج تدريبات وتجهيزات كبيرة من الولايات المتحدة على غرار بقية مناطق العراق، وعليهم بالتالي تطوير هيكلية تدريب أكثر وضوحاً. فإذا أراد الأكراد الحصول على تجهيزات بمستوى حجم لواء مثلاً، فعليهم توفير أرقام تجنيد ومناطق تدريب تتناسب مع حجم لواء.
ويشكل عدم وحدة عناصر القيادة الكردية، تحديا آخر، حيث يعم التنافس بين الأكراد في سنجار وغيرها من المواقع الرئيسية. وتنقسم القوات العراقية الكردية إلى ثلاثة توجهات: الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني، ووزارة البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان، ويعوق هذا الانقسام دعم الائتلاف وحتى الأداء في ساحات القتال.
وأخيراً، تحتاج الحملة ضد تنظيم داعش إلى إسهامات أكبر من الجبهة الشمالية. فإذا لم تستطع الأطراف الكردية أن تتخطى اختلافاتها وتتخذ موقف الهجوم، فإن دعم الائتلاف لها سيتضاءل تدريجياً. إنها مسألة متعلقة بالأداء: إذا استطاع الأكراد المساعدة في استعادة الموصل من خلال عزل المدينة من الغرب والجنوب، سيحصلون على دعم أكبر من الائتلاف. وينطبق الأمر نفسه على القوات الكردية في سورية إذا اندفعت نحو الرقة.