اتهم تيار المستقبل في لبنان، حزب الله بتعمده عرقلة الانتخابات الرئاسية، على مدى عام ونصف العام، مؤكدا أن الحزب ينفذ أجندة إيرانية بالعمل على بناء دولة من جنوب لبنان إلى إيران. وقال نائب التيار في البرلمان اللبناني بدر ونوس، في تصريحات إلى "الوطن"، إن التصريحات الإعلامية القائلة برغبة الحزب في الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية غير صحيحة على الإطلاق، ويقابلها على أرض الواقع تعطيل الانتخابات، ورغبة واضحة في استمرار الشغور الرئاسي، ما يهدد مستقبل لبنان.

وأضاف أن مدرسة "تيار المستقبل" وطنية قومية لبنانية شمولية، فيما حزب الله مذهبي وطائفي، ورغم أن الحزب اغتال العديد من كوادر تيار المستقبل، إلا أن الأخير مد له أياديه لحل الأزمة الرئاسية، لافتا إلى أن الحزب حتى الآن رفض قبول التيار كشريك في الحكومة والحوار. 


شعارات كاذبة

أوضح ونوس، أن حزب الله لم يتخذ خطوة إيجابية تقي البلد ويلات الفراغ الرئاسي، عبر قبول مبادرة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية، مطالبا الحزب بالتوقف عن رفع شعاراته القائلة بأنه مع الدولة القوية والرئيس التوافقي، مشددا على أن تيار المستقبل لن يسكت عن تجاوزات الحزب، ولن يسمح ببناء دولة فارسية في لبنان.

وقال "حزب الله يستقوي حاليا بالتدخل العسكري الروسي في سورية، دون أن يرى حقيقة هذا الأمر، فروسيا دولة كبرى لها حساباتها وتوازناتها، وتحاول أن تحمي مصالحها في المنطقة. وموسكو قررت التدخل في سورية بعد أن فقد نظام بشار الأسد وحزب الله وإيران القدرة على الاستمرار، ورغم ذلك فإن الحزب مصر على الاستمرار في سورية، وهو ما انعكس بالسلب على الداخل اللبناني".


 





خسائر كبيرة

أكدت تقارير أنه في خضم الحرب الداخلية التي تشهدها الأراضي السورية، منذ نحو خمسة أعوام، وارتفاع أعداد القتلى يوميا، يستمر حزب الله الذي ساند نظام الأسد، منذ مرحلة مبكرة من الأزمة، في تلقي خسائر كبيرة، ودفع ثمن باهظ لتدخله في الحرب.

وبحسب مصادر في الاستخبارات الأميركية، فإن عدد مقاتلي "حزب الله"، الموجودين في سورية، يصل إلى نحو 6 آلاف مقاتل. ورغم عدم كشف الحزب عن الأرقام الرسمية لخسائره، يشير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أنه فقد أكثر من ألف مقاتل، في الوقت الذي بلغ عدد قتلى الحزب في معركته مع إسرائيل خلال الفترة بين عامي 1982 و2000، ألفا و276 مقاتلا.