لا شك أن المرأة نصف المجتمع والنساء شقائق الرجال، ولا يتم أمر ما دونهنّ، حيث إن الله -تعالى- خصها بسورة كاملة تفصيلية لأمورها الشرعية وحالتها في الميراث والزواج وغيرها من التفاصيل المهمة.
وقد ذكر القرآن الكريم أن مفرد نساء هو "امرأة"، مما يدعوني في كل مرة إلى التفكر والتعجب عند سماعي أحدهم يناديها بِـ"حرمة أو حريم"، ولا أعلم تحديدا من أين مصدر هذه الكلمة وهذه الفلسفة؟
وعلى مر التاريخ والعصور كانت المرأة قضية شائكة ووجبة شهية للمحتسبين في كل محفل وكل مناسبة، فالبعض منهم ما زال عقله يسكن في زمان آخر، وينظر إلى نجاحات المرأة على أنها عائق كبير بالنسبة له حين يمارس تسلطه، وأما البعض الآخر فيرى أن استقلالية المرأة مشكلة العصر، وأنه مأجور حين يحاربها بشكل علني، ويضع نفسه في موقف "سخيف جدا"، وأما الصنف الأخطر فهو من يقف إلى جانب المرأة ويدعمها علنا ويشهد الله على ما في قلبه، بينما تجده ليلا في أول طابور المشاغبين من أصحاب القلوب الرقيقة ..!
قد لا تدرك بعض النساء -أحيانا- قيمة دعمهن لبعض إلا بعد فوات الأوان، وأجد أن الكثير منهن حتى وإن علت درجة ثقافتها إلا أنها ما زالت تتبع قاعدة المرأة عدو المرأة، فيخسر الطرفان وتستمر الحلقة في الدوران ..
مرهق جدا أن تنجح المرأة في مجتمع يضعها ضمن هذه المحاور الثلاثة -إلا من رحم الله- بدايةً من بيت أهلها أو زوجها ونهاية بلغة الشارع الوحشية، وقد لا تكون لغة الشارع وحشية أكثر مما تجده وهي على المنبر ..!
فلله درّك أيتها المرأة يا بوصلة القضايا.