بمجرد مشاهدتي ما يجري في سجن "جوانتانامو" عند زيارتي له في المرة الأولى، تعززت قناعتي بأن الحاجة أصبحت ماسة لإغلاقه تماما، لا سيما بسبب تكاليف تشغيله الباهظة التي تقدر بمليارات الدولارات، فضلا عن أنه يُشكل خطرا محدقا بأمننا الوطني.

يمكنني القول بكل بساطة، إن جوانتانامو أصبح يُستخدم كأدوات دعائية يستغلها الإرهابيون الآن لتبرير ممارساتهم، وتجنيد مزيد من المقاتلين المغرر بهم، للانضمام إلى معسكرات العنف الإرهابي، كما أن أقرب حلفائنا ما فتئوا ينتقدون بقاءه، لأنه يعد في حد ذاته خرقا لمبدأ سيادة القانون.

وليس من الصدف أن يعمد عناصر "داعش" إلى إلباس ضحاياهم نفس ملابس السجناء ذات اللون البرتقالي التي يلبسها معتقلو "جوانتانامو" قبل قطع رؤوسهم بطريقة همجية.

ولقد سبق للرئيس السابق جورج بوش "الابن" أن قال، إن إغلاق سجن جوانتانامو أصبح أمرا ضروريا، وكانت وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، ومن بعدها كولن باول، عبّرا عن هذه الرغبة، وتبعهما في الإعلان عنها وزيرا الدفاع السابقان روبرت جيتس، وليون بانيتا، وآخرون.

وهناك سؤال مطروح الآن هو: ما الفائدة التي حققناها من إنفاق أكثر من 400 مليون دولار سنويا لمواصلة عمليات الاحتجاز في معتقل جوانتانامو؟

في عهد إدارة بوش، زُج بـ779 معتقلا في جوانتانامو دون توجيه تهم محددة لأي منهم، وبمرور الوقت، علمنا أن كثيرا منهم أُدخلوا السجن بطريق الخطأ وفي الوقت الخطأ دون توافر أدلة تستوجب اعتقالهم، وفي عهد الرئيس بوش أيضا، تم الإفراج عن 532 معتقلا.

ومن بين المعتقلين المتبقين في جوانتانامو حتى الآن والذين يبلغ عددهم 112، صدرت الأحكام القضائية بحق 10 منهم فقط بجرائم أمنية أو عسكرية. ولعل ما يثير الصدمة أكثر أن خمسة معتقلين متهمين بالتخطيط لأحداث 11 سبتمبر 2001، لم تتم محاكمتهم حتى الآن، على الرغم من استكمال ملفات الادعاء العام بشأنهم منذ بضع سنوات. ويمكن القول ببساطة ووضوح أن الاحتفاظ بالمعتقلين في جوانتانامو لم يعُد يجدِ نفعا على الإطلاق.

سبق أن دعا السيناتور جون ماكين البيت الأبيض إلى إعداد خطة لإغلاق سجن جوانتامو، وأنا أتضامن معه في هذه الدعوة، وبالتالي يجب ترحيل المتهمين الباقين الذين يبلغ عددهم 53 سجينا من معتقل جوانتانامو إلى بلادهم الأصلية، أو إلى بلاد أخرى.

ولقد اعترض الرئيس باراك أوباما على مشروع قانون يسمح بترحيل المعتقلين بسبب القيود القانونية غير المنطقية التي تحظر مثل هذا الإجراء.

لهذا السبب، فإن فرصة جديدة تلوح أمام الكونجرس لإصدار قانون يلغي تلك القيود.

ولهذه الأسباب مجتمعة أرى أنه من واجب الكونجرس أن يتخذ سريعا الإجراءات اللازمة لإغلاق سجن جوانتانامو.