اقتربت المقاومة الشعبية في تعز من تخريج دفعة من المقاتلات اللاتي تلقين تدريبات عسكرية مكثفة استمرت لعدة أشهر. وتعتبر الدفعة الحالية الثانية، حيث سبق تخريج دفعة أولى في أكتوبر الماضي. وأشار مصدر في المقاومة إلى أن مختصين تولوا تدريب المقاتلات على أساليب القتال اليدوي، وإطلاق النار، وبعض التكتيكات العسكرية، مشيرا إلى أنهن أثبتن كفاءة عالية، ورغبة في الإسهام بالدفاع عن مدينتهن.
وأضاف المصدر أن المتدربات أصبحن على استعداد تام للقيام بالمهمات التي يتم إسنادها إليهن، بعد أن اجتزن الدورة التدريبية بنجاح، واستوعبن كافة التدريبات. وأكد أن الهدف من إنشاء هذه الكتيبة العسكرية ليس الزج بالمقاتلات في المعارك، وإنما للقيام بدور خاص يتمثل في مداهمة المنازل التي توجد داخلها عائلات تابعة للانقلابيين، وتفتيش النساء. والدفاع عن أنفسهن إذا تعرضن في منازلهن لهجوم من الحوثيين.
وتابع بالقول إنه سيتم صرف أسلحة يدوية لكافة المتدربات للاحتفاظ بها في منازلهن، على أن تتم استعادتها بمجرد انتهاء عمليات تحرير المدينة. واختتم تصريحاته بالقول إن قيادة المقاومة وجدت صعوبة كبيرة في إقناع المتدربات بالبقاء في منازلهن حتى يتم استدعاؤهن، حيث كان لديهن إصرار كبير على المشاركة في جبهات القتال الأمامية.
بدوره، أكد القيادي في المقاومة الشعبية بجبهة تعز، سالم عبدالله أن المتدربات أثبتن جدارة كبيرة أدهشت المدربين والمختصين الذين تولوا تدريبهن، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "مرة أخرى تثبت محافظة تعز قوتها وعظمتها، فهؤلاء المتدربات على أتم الاستعداد للدفاع عن أرضهن، ولديهن من القدرة العسكرية ما يؤهلهن لحسم التمرد، إذا توفر لهن السلاح الكافي، ولكنا رأينا ألا نغامر بهن في الوقت الحالي، لأن المتمردين يخوضون الحرب بأساليب خسيسة، ويسعون إلى تحقيق أي نصر معنوي، ولا نستبعد أن يقدموا – إذا تمكنوا لا قدر الله من اعتقال بعض المقاتلات - على المساومة بهن، وابتزاز المقاومة لأجل تحقيق أهدافهم الدنيئة".