في محاولة يائسة لوقف تقدم قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، قامت ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، بنشر قرابة 100 دبابة في شوارع العاصمة، وتفخيخ الكثير مـن المداخل المؤدية إليها.

وأشارت مصادر من داخل صنعاء إلى أن قوى التمرد أحالت المدينة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية مع نشر آلاف المسلحين في مختلف الشوارع والأحياء الرئيسة.

ونقل المركز الإعلامي للمقاومة عن شهود عيان قولهم: إن السكان باتوا يشعرون بالرعب من الإجراءات التي يتخذها الانقلابيون، وإن آلاف المدنيين يتأهبون للنزوح إلى خارج صنعاء، بسبب مخاوفهم من إقدام الحوثيين على اتخاذهم كدروع بشرية كما فعلوا في مرات كثيرة سابقة.

وأضاف المركز أن انتشار الآليات العسكرية والمدرعات، ووجود الآلاف من المسلحين، واستحداث نقاط تفتيش جديدة في مسافات متقاربة، أصاب المدينة بالشلل التام، وأعاق قدرة المواطنين على التحرك، ما يهدد بتوقف كل أوجه الحياة.

 


ثورة الطلاب

قال المركز الإعلامي: إن الإجراءات العسكرية تتركز على أحياء نقم، وسعوان، وجولة أية، والأحياء القريبة من المطار، فيما يتم حفر خنادق، وتفخيخ بعض الممرات الرئيسة التي تربط العاصمة بمحافظة مأرب. وتابع المركز قائلا: إن حالة من الهلع والرعب تسود وسط مقاتلي الجماعة المتمردة، لاسيما بعد انتشار أخبار عن عزم مئات من عناصر الحرس الجمهوري والناشطين السياسيين إعلان انضمامهم للمقاومة، وهي الأنباء التي لخبطت حسابات المتمردين الحوثيين، ودفعتهم لاعتقال بعض عناصر الحرس، وشن حملات مداهمة كثيرة طالت منازل الكثير من الناشطين. وكان محيط العاصمة قد شهد انتفاضة طلابية أول من أمس، في مديرية جبل الشرق - آنس بمحافظة ذمار. حيث قام طلاب باقتحام إدارة أمن المديرية والإفراج عن معلمين مختطفين لدى الانقلابيين. وذكر المكتب الإعلامي لمقاومة آزال الذي يضم محافظات صنعاء وذمار وصعدة وعمران، أن طلاب مدرسة عمر المختار في مدينة الشرق، مركز المديرية، اقتحموا إدارة الأمن التي يسيطر عليها الانقلابيون، وتمكنوا من إطلاق تسعة معلمين بالمدرسة تم اختطافهم من قبل الميليشيات، بينهم مدير المدرسة.

 


اكتمال الاستعدادات

كشف المتحدث باسم المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء عبدالله الشندقي، أن الثوار باتوا على مشارف بسط سيطرتهم الكاملة على كامل مديرية نهم، أولى مديريات صنعاء من الجهة الشرقية لمحافظة مأرب، مشيرا إلى أن القوة المهاجمة أصبحت الآن على مقربة من منطقة بني حشيش المطلة على العاصمة.

وقال في تصريحات صحفية: "إن قواتنا تفصلها 50 كيلومترا فقط عن صنعاء، وما يؤخرنا عن بدء معركة تحريرها بعض الترتيبات التي يتم تدارسها بين المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف العربي، إضافة لالتزامنا بالهدنة التي أعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتم تجديدها لأسبوع". وأضاف أن معركة التحرير الفاصلة باتت قريبة لكن موعدها لم يحدد بصورة نهائية، لأنها تشمل الهجوم من أكثر من محور، مما يستلزم التنسيق بين كل هذه المحاور، حتى لا يكون في المعركة ضرر كبير على الممتلكات وحياة المدنيين الذين تحتمي بهم المليشيات.