الذي يراقب اندفاع مئات الشباب لهواية التصوير والتعلق بها والقدرة على هذا الإثراء والحماس والمسابقات والفعاليات وكل النشاط الكبير لهذا الحقل الفني الثقافي عليه ألا يفقد الأمل أو على الأقل تتقلص مساحات التشاؤم لديه في أن تلحق الفنون الأخرى يوما بما وصل إليه التصوير كفن ومجال من جاذبية لدى الأجيال الشابة، التصوير الفن الذي كان الاقتراب منه حفيظة وريبة مكتملتين لم يعد كذلك، بهدوء تجاوز كل العوائق والموانع وعبر لمنطقة الشيوع الاجتماعي الكاسح، في مجمع تجاري، فعالية، معرض، مباراة كرة قدم.

لا بد أن تعبر بجوارك فتاة أو شاب بحقائب وعدسات منتهزا اللحظة والمكان، ورغم ذلك صامتون ومتفاعلون، فعالياتهم ومسابقاتهم ونشاطاتهم الأكثر تنوعا وثراء طوال الموسم، الصورة التي كانت مشكلة يوما تحولت لميزة ومناخ جاذب ونشط رغم كونها نشاطا شديد الكلفة المالية على مريديه. قدرة الشباب على التسويق لفنهم الجميل دفعت بعشرات من المؤسسات والشركات ذات الطابع الحكومي والخاص لتبني وتنظيم فعاليات ومسابقات خاصة أملا في الاستفادة من هذا الزخم وهذا ذكاء تسويقي، لذا على محبي وهواة الحقول الأخرى الإبداعية ذات البعد الثقافي ألا ييأسوا فربما تصلهم موجة الشغف العابرة يوما، ومزاج الهوايات الذي لا يتحكم به شيء، لم توجد أساسا معاهد لتعليم التصوير، لم يكن هناك مزاج اجتماعي قابل للأمر، لا هيئات ولا منظمات ولا روابط لأي شيء، كل ما يمكن أن تقوله عن فنون كالشعر والمسرح والنقد والسينما يمكن أن تقوله عن التصوير، كل الظروف والتفاصيل متشابهة، كل الوقائع متطابقة، لكن النتائج مختلفة، إذاً على الآخرين التحلي بالأمل ومواصلة الأمر والعمل على جذب الأجيال الجديدة لا الانشغال بتفاهات الاصطراع والتقاتل العدمي، يوما ما كان الشعر الفصيح مزاجا شعبيا واجتماعيا وزخما كبيرا، وخلفه الشعبي ثم الرواية ببعدها الفضائحي، وبعدها كتب التحليل الاجتماعي والسياسي، واليوم التصوير، ومن يدري فالمجتمعات لها مزاجاتها.