كنت أعتقد أن ما يحدث للأهلي هذا الموسم ـ وأعني فريق القدم ـ هو سوء حظ، وعدم توفيق، وشيء من العمل الـ"فوضوي" غير المنضبط في إدارة الكرة.

لكن اتضح لي أن كل ما حدث للأهلي في السابق، ويحدث له الآن، هو أن الذين يرتبطون بإدارة كرة القدم، لا يعملون لأجل الأهلي، وإنما لتحقيق الشهرة في وقت معين، وترك التركة لآخر يكمل الدور، دون أن يتركوا بصمة أو يعملوا أي دور.

منذ أيام حدث اشتباك بين مسعد وهزازي، وقبله بين وليد والنجعي، وخصام بين وليد ومالك منذ معسكر الباحة في الموسم الماضي لم يحل حتى الآن، وهذا ما ولد التنافر بين المجموعة، ولذلك طالت غيبة الأهلي، وقد تطول أكثر، لأن ما نراه في الاتحاد، والهلال، والشباب، والنصر، هو "فريق واحد"، أما من يمثل الأهلي، فهو فريق يعمل بنظام المجموعات، على غرار بطولة المجموعات.

يتحدث سامي الجابر عن مدرب الهلال القادم، ويقول بالفم المليان إنه يفضّل التعاقد مع الأرجنتيني كالديرون، وأنه هو من رشحه، ويرى سامي أن كالديرون هو المدرب الأنسب للمرحلة المقبلة لمعرفته بالدوري السعودي.

إن حديث سامي الجابر، وثقته في نفسه وفي رأيه، وأن الإدارة بالنسبة له، ليس من مهمتها تسجيل الحضور والانصراف فقط، فهذا آخر دور بها، ويمكن أن يقوم به أحد العمال، وإنما دورها "مفصلي"، ولها الكلمة الأولى.

هذا التوصيف لإدارة الكرة في نادي الهلال، هو ما يجب أن يكون في كل ناد، وليس العكس، فإما أن تكون الإدارة قادرة على القيام بعملها، وتجد الدعم من رئيس النادي، وإلاّ فإن وجودها وغير وجودها لن يشعرنا بالفرق.

كثيراً من القرارات التي صدرت في الأهلي ترتبط ارتباطاً بإدارة الكرة، فهي الإدارة الوحيدة القريبة من الفريق، وهي التي تملك حق إبداء الرأي في اللاعبين من حيث أدائهم، وسلوكياتهم، وانضباطهم، وتعاونهم، وبالتالي فهي التي تعد التقارير الخاصة بالفريق.

وأمام هذا الكم من قرارات "الترحيل" للاعبي الأهلي، لم أجد اعتراضاً واحداً لإدارة الكرة على فكرة أو قرار إعارة لاعب، أو بيع عقد آخر، فهل هذا يعني أن جميع لاعبي الأهلي الذين غادروا النادي إلى أندية أخرى، جميعهم منتهيي الصلاحية؟.

قد اتفق معهم على بعض اللاعبين، ولكن أن يصبح في كل فريق من أندية دوري زين للمحترفين أكثر من لاعب أساسي قادم من الأهلي، فهنا يتطلب الأمر متابعة عمل إدارة الكرة، ولا أعني هنا مديرها الحالي طارق كيال، فالحكم على إدارته سيكون بنهاية الموسم.

ومع ذلك، فإن استمرار وليد عبدربه بهذه الوضعية حتى يناير المقبل للفصل في قضيته، إما مغادرة النادي ليلحق بمن غادر، أو بقاؤه مع الفريق دون أي تدخل أو توجيه، ليس عملاً احترافياً في ظل وضع دفاع الفريق، وحالة السوء التي يعاني منها.

وقبل أن تكون المشكلة في وليد، هي في رأيي "إدارية خالصة"، ففي الاتحاد تمكنت إدارة الفريق من التعامل مع قضية اللاعب محمد نور باحترافية عالية، وفي الأهلي لم تتمكن الإدارة السابقة، ولا الحالية من احتواء قضية وليد عبدربه.

باختصار، "أم القضايا" في الأهلي هي إدارة الكرة، فقد نتفق على أن لدى الأهلي لاعبون قد يحسد الفريق عليهم، لكنهم لم يصلوا إلى درجة أن يكونوا "أسرة" داخل الفريق، والأسرة تختلف مع بعضها، لكن هدفها ومصيرها واحد في نهاية الأمر.

ذلك هو الدور المفقود في إدارة الكرة بالأهلي، جاء عبدالسلام، أو حضر غرم، أو تقدم طارق، فإن الواقع يقول إن الأهلي يتراجع ولا يتقدم، ولن يتقدم إلاّ إذا ظهرت روح الفريق الواحد خارج الملعب لنرى صورتها داخل الملعب، فهل يعود أهلي خارج الملعب؟.

في المرمى

يقول إداري الفريق إن المدرب مقتنع باللاعب ويطالب باستمراره في التدريبات، ويأتي اتصال مدير الفريق بإداري الفريق في صيغة قرار ليبلغ اللاعب بعدم الحضور بعد أن أمضى ثلاثة أسابيع شارك فيها في مناورة الفريق الأخيرة، ونال ثقة المدرب!.

صورة مع التحية إلى من يهمه أمر الأهلي، إن كان بقي أحد يهتم بالأهلي.