في الأغنية الشعبية: "أهل مكة حمام، وأهل المدينة قماري.. وأهل جدة حمام، والطائف أهله كناري".. وتتبدل المفردة من فنان لآخر، فقيل "حباري" وقيل "نغاري"، وقيل غير ذلك!

والذي يبدو لي - وأرجو أن أكون مخطئا - أنهم لا هذه، ولا تلك.. بل أصبحوا شيئا لا علاقة له بالطيور الجميلة، وأصواتها، وجمالها.. تحولوا شيئًا آخر..!

أنا لا أبتكر المسميات.. ولا أختلق القضايا، صحافتكم ومراسليكم يقدمون لنا كل صباح وجبة مليئة بالدم، عما يجري في شوارعكم وأحيائكم ومدارسكم!

وزارة الداخلية كشفت - 11 أكتوبر الماضي - أن جرائم الطعن في المملكة بلغت أعلى معدلاتها في محافظة الطائف بمعدل (31.8) جريمة لكل مائة ألف نسمة من سكانها!

صباح أمس، في هذا الجو الجميل، تنقل لنا الصحف أخبار الأمطار، والأجواء الماطرة من مناطق المملكة.. ومن الطائف تنقل لنا أخبارا برائحة الدم، يقول أحدها إن شرطة الطائف ألقت القبض على 3 شبان أصابوا شابا وقتلوا شقيقه بطعنات غائرة من سلاح أبيض، بسبب خلاف في حركة السير.. ثم ذهبت لتقبض على شاب آخر طعن شخصا آخر!

أشرت لهذه الظاهرة قبل سنوات.. لمحت امتعاضا في مواقع الإنترنت.. لا شيء آخر يستحق الذكر.. أدركت أن الأمر تحوّل لظاهرة.. لم يتم علاج الجذور.. استطالت.. حتى تبوأت الطائف - باعتراف رسمي - المركز الأول في المملكة في جرائم المشاجرات والمضاربات التي تنتهي بالطعن.. هذه معلومات رسمية مثبتة وليست انطباعات!

كما أن هذه الظاهرة المتجذرة بحاجة للردع والحزم، فهي بحاجة لعلاج جذورها.. المسؤولية ليست على الجهات الأمنية.. أعتقد أن الجهات الأمنية وشعبة التحريات في الطائف تؤديان عملا رائعا.. الذي يضاعف التعاطف أنها تدفع ثمن تقصير غيرها، وهو ما أود الوصول إليه.. هناك غياب تام للتربية والتعليم.. للشؤون الإسلامية، للرئاسة العامة لرعاية الشباب، لوزارة الثقافة.. العمل للحد من هذه الظاهرة بحاجة لتكاتف الجهود.. إن لم نفعل أخشى أن تحتل الطائف المركز الأول في الجريمة!