"كسبنا التحدي"، بهذه الجملة اختصر عضو اللجنة العليا المنظمة لمعرض جدة الدولي للكتاب، المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام الدكتور سعود كاتب، المشهد الأخير الذي طوق أمس آخر أيام المعرض بعد انطلاقه يوم 18 ديسمبر الجاري. ومع ذلك شهد اليوم الأخير تقديم حوالى 30 ناشرا خطابا يحمل صيغتي الشكوى والملاحظات إلى محافظ جدة، عن أبرز ما واجهوه من سلبيات في التنظيم. كذلك عملت "الوطن" أن إدارة المعرض أعدت قائمة سوداء تشمل 12 دار نشر لا يمكنها المشاركة في الأعوام المقبلة، لأسباب مختلفة، منها المالية، حيث لم تسدد جميع التزاماتها المالية في الوقت المحدد، وبعضها الأخرى لصلة كتبها بتنظيمات ما يوصف إعلاميا بـ"حركات الإسلام السياسي" المصنفة إرهابية في بعض الدول العربية.


800 ألف زائر

وقال سعود كاتب لـ"الوطن": كثير من المثقفين ودور النشر كانوا يقولون باستحالة تنظيم المعرض، ناهيك عن نجاحه، نظرا للفترة الوجيزة "75 يوما" للإعداد له، لكن بفضل الله وبالعزيمة وبتضافر الجهود ودعم المسؤولين لجميع فرق العمل، نظم المعرض خلال فترة الإعداد القصيرة جدا، ونجح بامتياز، وندع الأرقام تتحدث عن نجاحاته، فهناك تقديرات بـ800 ألف زائر حتى قبل الختام، وكثافة غير معهودة، كما أن البيانات تؤكد أن المبيعات كانت مرتفعة، لدرجة أنك ترى أسرا معها حقائب السفر لتحمل الكتب المشتراة، ما يدلل على أنهم حضروا لشراء الكتب.




الأمير مشعل: أعلى مستويات الأداء في النسخة الثانية

رفع محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمعرض جدة الدولي للكتاب الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، تقديره لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، على الرعاية الكريمة لهذه التظاهرة العلمية والعالمية التي كانت محصلتها تحقيق النجاحات بفضل عزيمة الرجال القادرين على حمل الأمانة وأداء واجبهم الوطني تجاه هذه المحافظة. وأوضح في تصريح صحفي بمناسبة اختتام فعاليات المعرض: أن "العدد الكبير من الزوار الذي فاق التوقعات للمعرض هو ما أبهج خاطرنا وأشعرنا بالفخر والاعتزاز بالإمكانات الفكرية لدى إخوة وأخوات لنا عرفوا معنى وقيمة الكتاب وهذا ليس بغريب على الثقافة والأدب بمجتمعنا، حيث جسد هذا التجمع الكبير مسارا مشرقا وخارطة طريق للعناية والرقي بصناعة النشر والتأليف ورفع شأن الكتاب لمختلف العلوم". وأضاف أن زوار المعرض باختلاف شرائحهم استوعبهم جميعهم على الرغم من إقامته في وقت قياسي استغرق العمل فيه متجاوزا أمثاله في العالم والتي تصغره في الحجم وتفوقه في المدة الزمنية. وسجل استحسانه للظهور المشرف لمختلف فعاليات المعرض وفي مقدمتها الفعاليات الثقافية التي هدفت لنشر الوعي والمعرفة وتشجيع القراءة والاحتفاء بالكتاب لإثراء الحركة الفكرية والمعرفية التي تعد رسالة المعرض، مبديا رضاه عن أداء فرق العمل بالمعرض على أكمل وجه، مشيرا إلى السعي مع انتهاء المعرض إلى التجهيز والإعداد للنسخة الثانية التي ستكون إن شاء الله متجددة ومتنوعة للوصول إلى أعلى مستويات الأداء والتنظيم بما يحقق المكانة المرموقة لإرث وتاريخ جدة ومخزونها الثقافي. كما شدد على أهمية الدعم المتواصل والمتابعة المستمرة لإنجاح مثل هذه التظاهرات الثقافية والحضارية التي تشهدها محافظة جدة وتكثيف الجهود والتفاني لإظهارها بالصورة التي تخدم توجيهات القيادة الرشيدة واهتمامها بصناعة الثقافة، مثمنا دور الجهات المشاركة وتناغم عملها في الحدث، تحقيقا للتطلعات المخطط لها من اللجنة العليا.







الناشرون هم السبب

حمل سعود كاتب دور النشر مسؤولية الغلاء وارتفاع الأسعار، الملاحظة الأبرز التي أبداها عدد كبير من رواد المعرض، وأضاف: هذه النقطة السلبية حاولنا مناقشتها مع كثير من الناشرين من قبل انطلاق المعرض، لكن بعض الناشرين ينظرون للسوق السعودية نظرة تفاؤل شرائية تحقق لهم مكاسب، وفي رأيي أن نظام "الباركود" هو أضمن طريقة للقضاء على هذه الظاهرة، ونسعى لتطبيقه فهو الذي يحدد السعر بشكل ثابت بحيث لا تترك المسألة لرغبات واختيارات دور النشر، كما أن الباركود يساعد على الإحصاء الدقيق للمبيعات.

إلى جانب الباركود، قال كاتب: هناك كثير من الأفكار لم يسمح الوقت بتطبيقها، وسترونها في المعارض المقبلة، إن شاء الله، لافتا إلى وجود "أشخاص متخصصين يتبعون منهجية علمية"، يعملون من قبل افتتاح المعرض لجمع البيانات التي ستخضع للدراسة والتحليل فيما بعد، قائلا: هناك بالتأكيد ملاحظات سواء على بعض دور النشر، أو جوانب تنظيمية وخدمية بالمعرض، ستكون محل الاعتبار لتجاوزها مستقبلا. وهي في المجمل ملاحظات عادية تحدث في كل المعارض.