يُتهم الزوج السعودي دائما بأنه كائن متصحر، وأن الرومانسية في الشرق فإن فهمه لها يأتي من أقصى الغرب! ويتهم كذلك بأنه متصحر عاطفيا ولا يفهم أو يردد عبارات الغزل والهيام والدلال لأم العيال.

ليست هنا المشكلة، المشكلة الحقيقية أنه حين يحاول هذا الزوج أن يقول لزوجته عبارات المحبة والمودة والامتنان تقوم قائمة البعض!

نعم، أنا أقصد ما حصل في الأيام الماضية من زوبعة أدت إلى إيقاف أحد المذيعين ثم الاستغناء عنه، مزامنة مع إلغاء فقرة الرومانسية بين الزوجين!

ما يؤكد وللمرة المليون أن مجتمعنا متناقض بامتياز، وأن فقرة "الامتنان" من الزوج لزوجته تم إيقافها وتم عزل المذيع الذي روج لها ومارسها، وفي الوقت نفسه "خدوا بالكم" فإن الشخص المتسبب في كل هذه الزوبعة، وهو من صور مقطعا مرئيا يؤجج فيه الناس على البرنامج والمذيع، ما زال حرّا طليقا، رغم أنه وفي المقطع نفسه الذي استنكر فيه فكرة الفقرة -وهذا من حقه فحرية الرأي مكفولة- وصف مجتمع منطقة ما بوصف أخجل حتى من كتابته!

بل الأدهى وأمر، أنه طرح تساؤلا مفاده: هل يأكل هؤلاء "لحم الخنزير" في وجباتهم؟!

أي منطق هذا! وما زاد الطين بلة أن الإذاعة انبرت ببيان عاجل وضحت فيه أنها اتخذت الإجراءات وعزلت المذيع، وكأنها متفاجئة من فقرة لها أسابيع!

أستودع الله في مرارتي.