فيما كشفت مصادر داخل تنظيم داعش في اليمن وجودَ تصدعات كثيرة داخل التنظيم، وخلافات أدت إلى انشقاق عشرات العناصر، من بينهم قادة بارزون، أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن التنظيم المتطرف يسعى إلى استغلال حالة الفوضى الأمنية التي تعيشها اليمن في ظل سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور في البلاد.

وقال المصدر إن العشرات من عناصر التنظيم انسلخوا عنه، وتبرؤوا من أعماله، بينهم قياديان ميدانيان، بسبب خلافات حول السياسة التي يتبعها التنظيم، والخسائر المتزايدة في صفوفه، لا سيما بعد الضربة التي وجهتها له قيادة الجيش الموالي للشرعية، في حضرموت، عندما تصدت لإحدى هجمات التنظيم وقتلت 12 عنصرا، وأسرت 10. 


انسلاخ القيادات

أضاف الناشط الذي يكنى "أبو أسامة الأنصاري"، "من بين الذين أعلنوا انسلاخهم عن التنظيم أمراء وشرعيون وكوادر مهمة في التنظيم، أبرزهم أبو أنس العدني، وصهيب العولقي، وهما شخصيتان مؤثرتان في فرع اليمن".

ومضى الأنصاري بالقول، إن من بين أسباب الخلاف ولاء بعض القيادات للمخلوع علي عبدالله صالح، وارتباطهم معه بعلاقة وصفها الآخرون بأنها "مريبة"، مشيرا إلى أنهم طالبوا مرارا بفض الشراكة مع صالح، واعتباره عدوا، إلا أن مطالبتهم لم تجد تجاوبا من النافذين.

وختم الأنصاري قائلا "هناك كثير من اليمنيين الذين قتلوا –عن طريق الخطأ- بواسطة عناصر التنظيم، من بينهم صيادون وجدت بحوزتهم بطاقات عسكرية تعود إلى جنود تابعين للحرس الجمهوري، قتلوا في الحرب الدائرة بين الحكومة والمتمردين، فكانت تلك البطاقات سببا في قتلهم بواسطة عناصر التنظيم.




استغلال الفراغ الأمني

قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الصراع اليمني لم يتسبب فقط في حالة من الاستقطاب السياسي وانتشار الحطام والألغام والقنابل، بل أنتج إرثا آخر أكثر خطورة، هو نمو قوة فرع تنظيم داعش هناك، ونيته أن يكون القوة الأكثر بطشا عن طريق تنفيذ هجمات شديدة التطرف.

ونقلت الصحيفة عن محللين في المخابرات الأميركية وأنشطة مكافحة الإرهاب، قولهم إن فرع القاعدة في اليمن يظل أكثر التهديدات إلحاحا في الوقت الراهن في تلك المنطقة، لكنهم أيضا يراقبون عن كثب جهود التنظيم في اليمن لجذب المنشقين من جناح القاعدة في اليمن.

وقالت "معدل هجمات التنظيم وإعلانه إنشاء ولايات جديدة خلال العام الماضي تؤكد مدى طموح التنظيم في اليمن، وفي حين لا يعتبر بعض المراقبين فرع التنظيم في اليمن أمرا مقلقا بقدر الفروع الأخرى حول العالم، إلا أن هناك عدة عوامل تشير إلى أن التنظيم ينبغي أن ينظر إليه بجدية على المدى الطويل". وتؤكد الصحيفة أن المتشددين استفادوا من الفراغ الأمني الذي خلفه استيلاء الحوثيين على السلطة، وجندوا بعض السكان –تحت إغراء المال– لشن هجمات في أنحاء البلاد.