في التقرير "الوقائي" السنوي الثامن للأولويات بالنسبة للولايات المتحدة، الذي صدر خلال شهر ديسمبر الجاري، أجمع عدد من كبار الخبراء في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، أن الحرب الأهلية في سورية حلت محل الصراع في العراق، باعتبارها الأكثر أهمية وخطورة في العام المقبل.
ويستند التقرير في تقييمه للصراعات المختلفة في العالم إلى احتمال تفاقم تأثير الحرب على المصالح والأمن القومي الأميركي، حيث قام فريق مركز العمل الوقائي باستطلاع رؤى وتوقعات نماذج من الجمهور بشأن الصراعات المحتملة التي يمكن أن تتفجر أو مرشحة للتصعيد.
وحصل المركز علي حوالي ألف اقتراح من الجمهور، وصلت بعد تصفيتها إلى 30 اقتراحا، حيث تمت دعوة نخبة من المسؤولين الحكوميين، وخبراء السياسة الخارجية والأكاديميين، لمناقشتها وإعادة ترتيبها حسب أهميتها وأولويتها، وصنفت في ثلاث فئات، هامة جدا، ومتوسطة الأهمية، وأقل أهمية، حسب الأولوية بالنسبة للقادة الأميركيين العام القادم، التي يمكن من خلالها مجابهتها أو العمل علي تقليل خطورتها، قبل أن تضر بالمصالح القومية.
8 أولويات بالشرق الأوسط
خلص التقرير إلى أنه من بين 11 أولوية، أكثر أهمية للصراعات في العام المقبل، يستأثر الشرق الأوسط بثمانية منها على الاقل، تشكل محور الأحداث الجارية الآن، أهمها الحرب الأهلية في سورية التي صنفت باعتبارها الأعلى خطورة، نظرا لتأثيرها على المصالح الأميركية بدرجة أكبر من العام الماضي.
يأتي الصراع في ليبيا أيضا كأولوية في العام الجديد، إلي جانب العنف السياسي في تركيا، وزيادة عدم الاستقرار السياسي في مصر، حيث تصاعدت هذه الأولويات الثلاث من المستوى المتوسط عام 2015 بالنسبة لتأثيرها على المصالح الأميركية إلى المستوى الأكثر أهمية والمتقدم.
وأضيف في تقرير هذا العام – لأول مرة – عدم الاستقرار السياسي في دول الاتحاد الأوروبي نتيجة لتدفق اللاجئين والمهاجرين، وزيادة التوترات بين روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تركيا كمثال.
مخاوف من هجمات إرهابية
تضمنت الأولويات الأكثر أهمية بالنسبة للولايات في الصراعات التي يمكن أن تنشب أو تتصاعد، ووجود احتمالات بشن هجمات إرهابية كبيرة على مواطني الولايات المتحدة أو الدول الحليفة لها، ومحاولة تخريب البنية الأساسية للمواقع المهمة والحساسة في الولايات المتحدة، عبر الهجمات الإلكترونية، كذلك احتمال نشوب أزمة حادة مع أو داخل كوريا الشمالية.
كما أشار التقرير، إلى أولويات أخرى، هي ازدياد حدة الصراع والتوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتصاعد العنف السياسي في تركيا، واستمرار العنف وعدم الاستقرار السياسي في أفغانستان، فضلا عن استمرار العنف الطائفي بين السنة والشيعة في العراق، بسبب المكاسب الإقليمية التي حققها تنظيم داعش. من جانب آخر، اعتبر التقرير ثلاث احتمالات، أقل أهمية، هي المواجهة المسلحة في بحر الصين الجنوبي، وتجدد القتال في شرق أوكرانيا، وعدم الاستقرار السياسي في نيجيريا، بسبب بوكو حرام.