بعد ساعات من التوافق الدولي حول خارطة طريق لإحلال السلام بسورية، نفذت طائرات حربية روسية، عدة غارات على عدد من المناطق بسورية، مخلفة خسائر مادية وبشرية، فيما تبيانت الآراء حول إمكانية تنفيذ قرار مجلس الأمن المتعلق بالتسوية السياسية، الذي اتخذ بالإجماع أول من أمس.
وكان مجلس الأمن قد وافق على قرار تقدمت به الولايات المتحدة، صدر تحت رقم 2254. وبموجب القرار، يدعو الأمين العام، بان كي مون ممثلي النظام والمعارضة للمشاركة في مفاوضات رسمية بشأن مسار الانتقال السياسي، على أن تبدأ هذه المفاوضات مطلع الشهر المقبل بالتزامن مع وقف إطلاق النار.
تلبية التطلعات
وقال المجلس "الوسيلة الوحيدة لتسوية دائمة للأزمة، هي عملية سياسية مفتوحة يقودها السوريون وتلبي التطلعات المشروعة لشعبهم، وتجري في إطار التطبيق الكامل لبنود مؤتمر جنيف الذي صدر في 30 يونيو 2012.
وشدد القرار على ضرورة قيام جميع الأطراف في سورية، بتدابير بناء الثقة للمساهمة في جدوى العملية السياسية ووقف إطلاق النار الدائم. كما يدعو جميع الدول إلى استخدام نفوذها لدى نظام الأسد والمعارضة السورية للمضي قدما في عملية السلام وتدابير بناء الثقة والخطوات نحو وقف إطلاق النار.
وأعرب القرار عن دعمه لعملية سياسية، تبدأ في غضون ستة أشهر، لاختيار حكما ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية، وتحدد جدولا زمنيا وعملية لصياغة دستور جديد.
وصول المساعدات
ودعا القرار الجديد الأطراف إلى السماح الفوري للوكالات الإنسانية بالوصول السريع إلى جميع أنحاء سورية، لاسيما في المناطق المحاصرة ، كذلك إطلاق سراح المعتقلين بشكل تعسفي، ودعوة المجموعة الدولية إلى استخدام نفوذها فورا لتحقيق هذه الغايات. وطالب القرار جميع الأطراف أن توقف على الفور أي هجمات ضد الأهداف المدنية، بما في ذلك الهجمات ضد المرافق الطبية والموظفين، وأي استخدام عشوائي للأسلحة، وبناء الظروف للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والمشردين داخليا إلى ديارهم، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وفقا للقانون الدولي.
تضارب الآراء
قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس، إنه لا تزال هناك صعوبات في طريق تحقيق السلام في سورية رغم موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار يدعم خارطة طريق دولية لعملية سلام في البلاد.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني وانج يي في برلين بعد العودة من اجتماع الأمم المتحدة "لا يهون أي منا من الصعاب والعقبات التي يجب تجاوزها لنزع فتيل الحرب الأهلية في سورية"، فيما قال وانج إن قرار مجلس الأمن "متوازن للغاية" ويعطي مباركة من الأمم المتحدة لخطة تم التفاوض بشأنها في فيينا وتدعو إلى وقف إطلاق النار ومحادثات بين نظام الأسد والمعارضة وفق جدول زمني.
تدابير بناء الثقة
أشار الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى أنه حث "الفريق الدولي لدعم سورية" على ممارسة الضغط اللازم على كافة الأطراف لتنفيذ تدابير بناء الثقة، ومن بينها وقف استخدام الأسلحة العشوائية ضد المدنيين، بما في ذلك البراميل المتفجرة، ووقف الهجمات على المرافق الطبية والتعليمية، ورفع القيود المفروضة على الإمدادات الطبية والجراحية التي تقدمها القوافل الإنسانية، كذلك الإفراج عن جميع المعتقلين، وتشير التقارير إلى أن السجناء يتعرضون للتعذيب ولظروف قاسية.