أكدت تقارير أن السلطات اللبنانية تجري حاليا مفاوضات غير مباشرة لإطلاق سراح ثمانية أسرى لدى تنظيم داعش، بعد الإفراج عن الجنود المحتجزين لدى جبهة النصرة في وقت سابق. يأتي ذلك وسط تسارع العمليات العسكرية التي ينفذها التنظيم المتشدد على مسافة 60 كيلومترا من الحدود اللبنانية – السورية، بما أعاد مخاوف من تخطيطه لدخول لبنان من الهرمل ورأس بعلبك، في ظل توقعات بأن يستخدم داعش خلاياه النائمة والناشطة في لبنان للقيام بعمليات انتحارية، مثل ما حدث بضاحية بيروت الجنوبية، أو استهداف مراكز عسكرية للجيش والقوى الأمنية اللبنانية.
وقال المدير العام لمعهد المشرق للدراسات الإستراتيجية سامي نادر إن لبنان غير بعيد عن نيران التطرف، رغم أن الجيش اللبناني نجح في عزل عرسال أمنيا عما يحدث في الجرود، مبررا ذلك بغض المجتمع الدولي النظر لما يحدث في المنطقة، كنتيجة طبيعية لسياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أحدث فراغا بعد الانسحاب من الشرق الأوسط، فامتلأت المنطقة بكيانات مذهبية أسستها إيران في لبنان وسورية والعراق واليمن.
وأضاف أن إيران استخدمت تلك القوى من خلال حزب الله والنظام العلوي في سورية، والحشد الشعبي في العراق، وذلك في إطار مشروع تفتيت الشرق الأوسط، وهو ما ظهر بوضوح في إلغاء الحدود بين سورية والعراق، وتحويل داعش إلى أمر واقع، لا سيما بعد انحسار سيطرة نظام الأسد على 20% فقط من مساحة سورية. وأشار نادر إلى أن داعش يلعب حاليا دور كاسح ألغام أمام الغرب لإعادة ترتيب الخارطة في المنطقة، غير أنه من المستحيل استمرار داعش عندما تتوافر إرادة جدية لمواجهته.
تقاسم السلطة
شدد النائب اللبناني سليمان فرنجية على ترشيح نفسه للرئاسة، معبرا عن ثقته في اقتراح تقاسم السلطة، يشغل بمقتضاه منصب الرئيس، ويتولى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري رئاسة الوزراء. يذكر أن منصب الرئيس في لبنان ظل شاغرا منذ أكثر من 18 شهرا، ما ضاعف من حالة الاحتقان السياسي في البلاد، فيما قال الحريري إنه سيسعى إلى التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة مع فرنجية.
وقال مراقبون إن من شأن ذلك الترتيب أن يحيي مؤسسات الحكومة التي تعثرت بسبب خصومات سياسية أبرزتها الحرب في سورية.