احتفلت كثير من المؤسسات الثقافية والعلمية السعودية أول من أمس، باليوم العالمي للغة العربية، وطغى النشاط المنبري "ندوات ومحاضرات" على هذه الاحتفالية السنوية التي توافق يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام.

ففي المدينة المنورة، أكد الباحث عبدالرزاق القوسي أن الأقليات في روسيا ودول الشرق الأفريقي تعرضت لانتهاك لحقوق الإنسان، في حقها باختيار اللغة وممارسة الضغوط على تلك الأقليات لتحويل حرفها العربي إلى اللاتيني بحجة أنها اللغة الأنسب والأدق والأشمل في العالم.

وقال القوسي خلال محاضرة في نادي المدينة المنورة الأدبي بعنوان "عالمية الأبجدية العربية" إن 29 من الأقليات في روسيا "الاتحاد السوفيتي السابق" غيرت حرفها العربي، بسبب انتهاك حقوق الإنسان، وإجبارهم على هجر الحرف العربي واستبداله بلغة البلاد الرسمية، كما تسببت المطالبات بتطوير اللغة في دول أفريقيا في تراجع الحرف العربي، مطالبا منظمات حقوق الإنسان بمنح الأفراد حقوقهم في اختيار اللغة.

واستعرض المحاضر خارطة تمدد الحرف العربي، إذ انتهى بحثه إلى حصر 146 لغة في العالم من غير العربية تستخدم الحرف العربي الذي أصبح يتراجع أمام اللغات الأخرى، بسبب التمدد الاستعماري، مشيرا إلى أن العرب خلال 800 عام كانوا يسيطرون على الأندلس، حفظوا للناس حقوقهم ولم يقمعوا اللغات الأخرى، خلاف الدول الغربية التي تعدت على الحقوق لنشر ثقافة الحرف اللاتيني.


حضارات أسست كتابتها على الحرف العربي


أثرت الموجة التي انتشرت عام 1980-1990، والداعية إلى تطوير اللغات للكتابة باللغة اللاتينية على الأبجدية العربية، وتسبب في تراجعها بشكل كبير في دول الشرق الإفريقي، وتخلت معظم الدول الإفريقية قبل 50 عاما عن الحرف العربي.

فالمؤتمرات الدولية التي تعقد في دول إفريقيا تركز على استبدال اللغة العربية باللاتينية، فإثيوبيا وإريتريا وسيبيريا وعدد كبير من دول الساحل الإفريقي كانت تكتب لغتها باستخدام الحروف العربية، وانتشرت كتب ووثائق قديمة كتبت بلغة تلك البلاد باستخدام الحرف العربي، إلا أنها ألغيت وبدلت بالحروف اللاتينية.

وأشار المحاضر إلى عدد من الحضارات والدول التي أسست كتابتها على الحرف العربي، من أشهرها: اللغة البرتغالية والإسبانية والألبانية واليونانية والإثيوبية والألبانية واليونانية وعدد من دول جنوب الشرق الإفريقي، غير أنها تعرضت لهجمات حولتها إلى الكتابة باللاتينية.

وقال المحاضر، باكستان والمسلمون في الصين خدموا اللغة العربية أكثر من أهلها، بنشر ثقافة الكتابة بالحرف العربي، وإصرارهم على استخدامه في كتاباتهم، ونضالهم لبقائه لدوافع دينية بحتة، خلاف العرب الذين لم يقدموا شيئا للأقليات غير العربية التي كانت تستخدم الحرف العربي، واستبدلته بالحرف اللاتيني.





برنامج للناطقين بالعربية في مكة


تطلق كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة أم القرى برنامجها التدريبي "العربية للمقيمين" متزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية، وستنطلق المجموعة الأولى للبرنامج في نسخته التجريبية بـ"23" متدربا جلّهم من أعضاء هيئة التدريس غير الناطقين بالعربية، وبعض المتدربين في قطاعات ومؤسسات أخرى، ابتداء من الأحد المقبل.

وأوضح وكيل الكلية للبرامج والأنشطة الدكتور عبدالعزيز الطلحي، أن البرنامج يستهدف غير الناطقين بالعربية العاملين في مؤسسات حكومية وأهلية من الرجال والنساء، وستكون نسخته التجريبية موجهة للمقيمين العاملين في المجال الطبي بالمؤسسات الحكومية بمكة المكرمة.

فيما احتفى نادي مكة المكرمة الأدبي مساء أول من أمس بتنظيم لقاء تعريفي وتقديم تجارب ميدانية لدارسي اللغة العربية لغير الناطقين بها، وأثر اللغة العربية على العلوم والمعارف الإنسانية.