يقول مرشحو الرئاسة الأميركية إنه لم يسبق أن كانت ثمة انتخابات رئاسية بأهمية انتخابات عام 2016.

ويبادر المرشح الديموقراطي، بيرني ساندرز، بالتعليق عن أهميتها قائلا: "إن التحديات التي نواجهها اليوم أعظم من أي تحديات أخرى في تاريخنا الحديث". ويُعلق المرشح الجمهوري، تيد كروز بقوله: "هذه ليست انتخابات عادية.. أعتقد أن الرهان لم يكن أبدا أعلى من اليوم".

وبطبيعة الحال، لا يوجد مرشح سيقول إن هذه الانتخابات ليست ذات أهمية كبيرة، ولكن هل هي أهم من انتخابات 1932، عندما كانت الولايات المتحدة وسط أزمة "الركود الكبير"؟ أو من انتخابات 1940، عندما كانت البلاد على شفا الحرب العالمية الثانية؟ أو انتخابات 1980 أو 2008؟

الحقيقة أن الرهان ربما يكون كبيرا جدا بالنسبة للحزبين الأميركيين، ولنتأمل هنا التداعيات المحتملة لهزيمة ممكنة في انتخابات 2016 الرئاسية بالنسبة لكل من الديموقراطيين والجمهوريين.

فإذا خسر الديموقراطيون الرئاسة، فإنه من شبه المؤكد أن الحزب لن يسترجع السيطرة على مجلس الشيوخ أو مجلس النواب، إذ يتمتع الجمهوريون بأغلبية مريحة، كما أن الجمهوريين يمكن أن يسيطروا على أكثر من نصف مناصب حكام الولايات وبرلماناتها في 2017. وفضلا عن ذلك، فإن الجمهوريين يشكلون أغلبية في المحكمة العليا التي من المحتمل أن تجنح إلى الاتجاه المحافظ من جديد.

ومثل هذا السيناريو من شأنه أن يجعل الجمهوريين أقوى مما كانوا عليه، عندما كانوا يمسكون مقاليد السلطة من 2003 إلى 2007، ذلك أنهم، وقتئذ، لم يكونوا يسيطرون على أشياء كثيرة على مستوى الولايات، وفي الكونجرس كان ثمة مشرعين جمهوريين "ليبراليي الهوى"، مثل آلن سبيكتر ولينكولن تشافي، كانوا كثيرا ما يصوتون مع الديموقراطيين.

أما عواقب الخسارة بالنسبة للجمهوريين، فستكون كارثية أكثر، نظرا لأنها ربما تفضي إلى تفكك الحزب، وستكون تلك هي المرة السادسة من أصل الانتخابات السبعة الماضية التي يخسر فيها الجمهوريون التصويت الشعبي، وهذا أمر لم يحدث من قبل.

بيد أنه خلافا لما عليه الحال في الحزب الديموقراطي، فإن الجمهوريين لديهم بعض الوجوه الشابة التي تطمح إلى الزعامة: ريان أو كروز أو روبيو، ولكن لا أحد منها يسمو فوق هذه التصدعات ويحظى بالإجماع.

ولكن ماذا لو تحقق الأمر المستبعد وفاز دونالد ترامب؟ في تلك الحالة، من غير المستبعد أن يصاب الجمهوريون والديموقراطيون معا بانهيار عصبي على حد سواء.