أجمع خبراء عسكريون على أن تشكيل التحالف الإسلامي بقيادة المملكة، يبعث بعدة رسائل إلى منطقة الشرق الأوسط والعالم، في مقدمتها إعادة تشكيل التوازنات في المنطقة، والحسابات الدولية، كذلك التأكيد لواشنطن بأنها لم تقم بدورها في محاربة الإرهاب، خاصة تجاه تمدد تنظيم داعش الذي اتسعت جغرافيته في العراق وسورية، وليبيا، واليمن، ودول أخرى.
تحديد الإرهاب
يرى العميد الطيار في الجيش السوري الحر، أسعد الزغبي، أن قيادة المملكة للتحالف تحمل دلالات كثيرة، باعتبارها أكثر دول العالم التي عانت من الإرهاب، فضلا عن أنها استطاعت القضاء عليه في محيطها الداخلي أمنيا، وفكريا، وتوعوياً.
وذكر الزغبي أنه حتى يأخذ هذا التحالف المهم وضعه، فإن المجتمع الدولي مطالب بتحديد مفهوم الإرهاب، فكما أن هناك إرهاب ميليشيا "حزب الله اللبناني"، هناك إرهاب أنظمة مثل "نظام الأسد"، وتدخلات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأراضي السورية، ونظام ملالي إيران الذي يصدر الإرهاب إلى دول المنطقة.
وأضاف أن داعش الذي وصفه بالوجه القبيح في الإرهاب شوه صورة الإسلام، وبعض التنظيمات المتطرفة ألصقت كل جرائمها بالإسلام، مؤكدا أن هذا التحالف سيشكل في المستقبل القريب حلاً ناجعا يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
استباق
قال العميد اليمني المتقاعد، سالم الذهبي، إن توقيت إعلان التحالف يمثل دلالة مهمة على الصعيد السياسي والأمني والاستراتيجي، وهو خطوة استباقية، وبخاصة من الناحية العسكرية، تقطع طريق تحالف الدول الراعية للإرهاب، على رأسها إيران، من أي محاولات تمدد في الجغرافيا السياسية، وهو ما يعطي التحالف قوة ديناميكية من محاصرة الإرهاب في النقاط المستهدفة.
ولفت إلى أن المنهجية التي تأسس عليها التحالف، ستؤدي أدوارها بطريقة فعالة ومرنة، وهو ما يمثل قوة إسلامية مشتركة قادرة على تحمل أعباء ما تواجهه من عمليات، من دون الحاجة إلى تدخلات دولية خارجية.