استطاعت وكعادتها، رابطة نادي الاتحاد بقيادة العندليب صالح القرني، أن تشق طريقها باتجاه الاحترافية في النظرية والتطبيق، وتمكنت من أن تسجل نفسها كأول رابطة جماهير تطلبها أندية الخليج، وبالتأكيد سنراها قريبا تجوب ملاعب الدنيا لتوزيع أكاليل روعتها في التشجيع والدعم والمؤازرة لكل فريق يطلب خدماتها وفي مختلف المناسبات الكروية التي ترتكز على الاحترافية في التعاطي والتعامل مع الأحداث.
في الحقيقة أستغرب من بعض الاتحاديين عدم رضاهم عن هذا الأمر الذي أراه في منتهى الإشراق والنبل، فالمسألة رياضة محترفة وعمل احترافي، وبالتالي تصبح الرابطة الجماهيرية جزءا لا يتجزأ من منظومة يفترض أن تكون متكاملة ولا أرى ضيرا في أن يعتمد (القرني ورفاقه) منهجية عمل تبعث على الفخر والاعتزاز بالهدف السامي الذي يقدمونه لناديهم وللأندية الأخرى التي تخطب ودهم.
كل من يعمل داخل الرياضة يأخذ أجرا نظير عمله ومكافأة مقابل أتعابه، وهذه حقيقة يجب أن تندرج على الرابطة الجماهيرية التي تحتاج إلى المال لاستمرارها في زمن شحّت فيه الموارد وتكاثرت فيه مطالب اللاعبين والعاملين داخل هذه الأندية لدرجة وصلت إلى الشكاوى والمحاكم الدولية.
أتساءل فقط: كيف تطالبون بحرمان الرابطة من كتابة منهجية مستقلة ومشروعة لكل أفرادها؟ نعم هم يعشقون ناديهم (ولن يُشكك أحد في ذلك)، لكنهم أيضا في حاجة إلى كتابة تاريخ يتعلق بهم وتضحياتهم التي تأتي في أغلبها تضحيات مجانية.
قلتها قبل سنوات وأكررها اليوم: رابطة جماهير نادي الاتحاد هي وحدها التي تحدث فرقا في المباريات دون أن تركل الكرة. والقرني (صالح) لكل زمان ومكان. إنهم لا يشبهون أحدا، وعلى طبقات أصواتهم تستقيم (النوتة) وينام (المقام). ويكفي أن ترى اختصارات المجد وانكسارات الزمن في بحّة الشيّاب.
دعوهم يكتبون التاريخ ويسطرون ملاحم العشق أينما حلّوا وارتحلوا. فهذا من أبسط حقوقهم. فالرجل العصامي تضعه الدنيا على رأسها.