الشخص الذي صمم هذا البرنامج فصّله بالمقاس لمجتمعنا، كان البنات يتحاشين إرسال صورهن أو مقاطع فيديو تخصهن في برامج التواصل خوفا من انتشارها. وجاء السناب شات وصارت البنت تختار من تريد أن يرى مقاطعها وصورها سواء من الأقارب أو الأصدقاء أو غيرهم. ومن هنا بدأ المشوار كل أسرارنا وكل خصوصيتنا اخترقها السناب، فأصبح القاصي والداني يعرف ماذا يدور في منزلك وإلى أي مطعم ذهبت ومن أي سوق تبضعت، وأين قضيت إجازتك.
أحد الأصدقاء سافر مع زوجته للخارج لمدة أسبوع وكان صديقه يسأله "وينك مختفي"؟ ورد عليه بأنه مشغول جدا بالعمل! ولم يخطر في بال صاحبنا أن زوجاتهم مع بعض في برنامج السناب وأن زوجته وثقت الرحلة من أولها لآخرها! وطبعا زوجة الصديق أخبرت زوجها بكل تحركاتهما كرسالة مبطنة مفادها "شف الناس اللي يدلعون زوجاتهم ويسافرون فيهم". يعني نصيحتي لك حاول ما تكذب أو "تصرِّف" لأن موقفك "بيكون بايخ"، وممكن "سنابة واحدة تجيب فيك العيد".
أصبح السناب شات سببا رئيسيا في احتراق الطبخات، وإهمال الأطفال، ونقل خصوصيات الناس، والمشاكل بين الأقارب والأصدقاء. تأكد وأنت تقرأ هذه السطور أن الناس حفظوا شكل أثاث بيتك وحركات "أطفالك" وعرفوا عن الآيفون الذي اشتريته لزوجتك، وهدية حمودي من جدته، حتى خادمتك المنزلية الجديدة التي طال انتظارها صوّروها بالسناب لحظة قدومها من المطار. تأكد أن الناس يعرفون عنك أكثر مما تتخيل.