التفاعل مع أحبتنا في القطيف وسيهات والأحساء وأبها هو التفاعل ذاته مع أحبتنا في نجران، فالجرح واحد وسفينة الوطن واحدة، والألم في كل شبر من أرجاء الوطن المتراص كبنيان الجسد الواحد. هو النبض نفسه والمشاعر نفسها، دون تمييز منطقة على أخرى أو مذهب على آخر، فنحن مثل الكف والأصابع.

لم تهتز شعرة واحدة بأديم الأرض السعودية من كل هذه التفجيرات التي أتت قبل أكثر من عقدين من الزمن بطرق وأشكال عدة، من تفجير مجمعات سكنية إلى تفجير نقاط أمنية ومجمعات تجارية، ثم تفجير بيوت الله، وقد تصل نوايا "المدرعمين" السوداء إلى مدارس الأطفال ودور الأيتام ودور العجزة -لا تستبعدون ذلك- ومع هذا ندفن موتانا ونترحم عليهم، ونعالج جرحانا ونواصل المسيرة البنائية الإنسانية، ونتسلح بسلاح المؤمنين "سهام الليل"، فالدعاء سيلاحق كل من يريد ببلادنا الكيد والضرر، وسيكفينا الله إياهم بما شاء.

معظم أهالي منطقة عسير وتعاطفا مع أشقائنا في نجران أرادوا الذهاب بأعداد كبيرة، ومن كل قبائل عسير للتبرع بالدم وتقديم واجب العزاء، ولكنهم حرصوا على النواحي الأمنية والمرورية، لذا قرر مجموعة منهم الذهاب أمس إلى نجران، كرمز للتلاحم الصادق، وتعبيرا عن المكانة التي يحتلها أشقاؤنا أهل نجران في القلوب، وكرمز حقيقي لبنيان الجسد السعودي الممتد لجميع الجهات.

ستتوقف الأحزمة الناسفة، وسيتوقف الفكر الضال عن خططه الظلامية، وسيواصل بلد الخير والعطاء المسيرة برعاية الرحمن عز وجل، وسيطفئ الله هذه الفتنة.

أيضا؛ سيعود اليمن السعيد، وستجني المنطقة العربية كلها ثمار عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وستعود الحياة إلى مجاريها بحول الله وقوته. غدا تشرق شمس الأمل وسيلتهم التاريخ دعاة جهنم، وستكون العدالة بالمرصاد لكلاب النار، وكل من أراد كيدا وإضرارا ببلادنا.