في الماضي كانت كرة القدم شيئا للمتعة إما بمهارة لاعب أو حرافة مهاجم في تسجيل الأهداف، أو إتقان التمريرات البينية والكرات الثابتة، أو براعة حارس في القفز عاليا وإبعاد الكرات عن مرماه، وكان الهم الأكبر لجماهير الأندية المتنافسة هو حجم هذه المهارة والحرافة والإبداع.
اليوم دخلت كرة القدم السعودية عالما جديدا ليس له علاقة بالمهارة والفن والإمتاع، وتحول الوضع إلى خارج الملعب وأصبحت المتعة في الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي أو المجالس أو المخيمات والاستراحات.
أعرف أن هناك من لا يستمتع بكرة القدم بقدر استمتاعه بما يحدث قبل المباراة وبعدها "وهم الدخلاء على اللعبة بل إن بعضهم لم يمارس اللعبة ولا يعرف أبجدياتها"، أما ما يحدث أثناء سير المباراة فلا يعنيه كثيرا وقد لا يتعدى نسبة 20% من اهتمامه ومتابعته لأنه مشغول ذهنيا بما يحدث قبلا وبعدا.
إن كرة القدم ذات المتعة التي عشناها من بداية السبعينات وحتى نهاية الثمانينيات الميلادية، وهي أفضل مرحلة لعبت فيها كرة القدم ذات المتعة الحقيقية المرتبطة بالفن والمهارة والإبداع، أقول أن تلك المرحلة انتهت خاصة لدينا في السعودية، وجاءت كرة قدم أخرى مليئة بالجدال والنقاش والحوار خارج المستطيل الأخضر، وهو ما أدى إلى ضعف حقيقي في أداء الأندية والمنتخبات السعودية.
إنني أطالب المتخصصين في مجال اللعبة وخبرائها في اتحاد الكرة ورابطة المحترفين إلى الانتباه لهذا الوضع الخطير والقيام بأدوار وبرامج وأنشطة لإعادة متعة الكرة إلى أرض الملعب، وهو ما سيخفف من التعصب والكراهية والشتم والعداوة.