إبراهيم أحمد المسلم


قرار صائب ويصب في مصلحة المواطن الذي لا يمتلك عقارا للعيش والمأوى فيه. إنه قرار فرض الرسوم على الأراضي البيضاء.

بقدر ما أن هذا القرار أصاب فئة كبيرة من محتكري الأراضي بالذهول وهبوط أرصدتهم المالية والعقارية، إلا أن الهدف الأول والأخير منه كان مساعدة الطبقة الوسطى ومحدودة الدخل من أبناء المملكة الذين لا يملكون المسكن اللازم لبناء مسكن العمر.

هذا القرار يعد محفزا جيدا لملاك الأراضي البيضاء على تطوير أراضيهم، وزيادة المعروض من الأراضي المطورة، ليتحقق بذلك التوازن بين العرض والطلب، وتوفير الوحدات السكنية بأسعار مناسبة، ووجود المنافسة العادلة بين المحتكرين لبعض أراضيهم بأسعار هينة ومناسبة، والأهم من ذلك؛ مكافحة الممارسات الاحتكارية التي ربما يمارسها بعض رجال الأعمال، وذلك ربما يصب في مصلحة المطورين العقاريين الفعليين، ثم المواطن الذي يبحث عن سكن بأسعار تتوافق مع معدل دخله.

مثل هذه القرارات قد تسهم كثيرا في حل أزمة الإسكان التي قد يتعرض لها المواطن البسيط.

إذا نظرنا إلى قرار مثل هذا، وجدنا أن تداعياته ستؤدي إلى انخفاض أسعار العقارات، إضافة إلى انخفاض الأراضي، بما يسهم في دفع حركة العقارات والبيع والشراء. اتفق المتخصصون في مجال الاقتصاد أن هذا القرار من القرارات الحكيمة التي تدل على اهتمام ولاة الأمر، حفظهم الله، بكل ما يهم المواطن ويحقق له الحياة الكريمة، موضحين أن فرض هذه الرسوم ليس الغرض منها الجباية بقدر ما هو فك ظاهرة الاحتكار المنتشرة على هذه الأراضي وفتح المجال للتداول والتطوير والبيع والاستفادة منها في بعض مشروعات ربما تفيد المجتمع بأكمله، وأوضحوا أنه من المؤكد تراجع أسعار العقارات بنسبة ربما تصل إلى 30 % أو 50 % في المستقبل القريب، بإذن الله.

أيضا، فإن هذا القرار سيكون بمثابة دفعة قوية إلى الأمام للقطاع العقاري من أجل الحراك على كل المستويات، وسيكون لشركات التطوير العقاري النصيب الأكبر للتكسب من هذا القرار نتيجة عن حركة البيع والشراء والبناء والتعمير. خلال هذا القرار، فإن وزارة الإسكان تجاهد في عمل كل ما لديها من أجل المواطن، ومن الملاحظ أنها قدمت عملا مهما خلال الفترة الماضية، وأعتقد أن القادم سيكون أكثر إيجابية وسط هذا الدعم الذي لا ينقطع من حكومة خادم الحرمين الشريفين، لتوفير السكن المناسب لكل مواطن.

عليه، فإنها بداية خير وسعادة ربما تدخل على من لا سكن له، وقد حثنا النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، على أن أفضل الأعمال "سرور تدخله على قلب مسلم"، و"أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك". فجزى الله من شارك ووعد ونفذ هذا القرار.