في عام 2012، راقبت الولايات المتحدة عن كثب القواعد العسكرية الإسرائيلية، وتنصتت على اتصالات سرية خشية أن تحاول تل أبيب -حليفتها المقربة- تنفيذ ضربة ضد "فوردو"، أهم المنشآت النووية الإيرانية.

وسادت أجواء التوتر فى البيت الأبيض بعدما علم كبار المسؤولين أن طائرة إسرائيلية حلقت داخل إيران، وخرجت منها فيما يعتقد أنه كان تدريباً لغارة "كوماندوز" على الموقع. وأرسل البيت الأبيض، الذي خشي من احتمال أن تبدأ إسرائيل حرباً إقليمية، حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة وأعد طائرة هجوم، في حال تطور الأمور، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون.

كان لكل من البلدين، اللذين تبادلا عدم الثقة، شيئاً يخفيه، فكأن المسؤولين الأميركيين يأملون في كبح جماح إسرائيل لأطول وقت ممكن لإحراز تقدم في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران الذي بدأته الولايات المتحدة سراً.

ورأى المسؤولون الأميركيون أن استعداد إسرائيل لتوجيه الضربة محاولة اغتصاب السياسة الخارجية الأميركية، وبدلاً من التحدث لبعضهما البعض، أبقى البلدان الحليفان نواياهما سراً.

ولمعرفة ما تخفيه كل منهما عن الأخرى، تحولتا إلى أجهزة المخابرات لسد الفجوات، واستخدمتا الخداع، ليس فقط ضد إيران ولكن أيضاً ضد بعضهما البعض.

وبعد العمل معاً لحوالى 10 سنوات لإبعاد إيران عن السلاح النووي، انقسمت الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن أفضل السبل لتحقيق ذلك، هل هو الدبلوماسية أم الضربات العسكرية.

واندلع التوتر الشخصي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أول لقاء بينهما في المكتب البيضاوي في 2009، وازداد ذلك التوتر في السنوات اللاحقة ما أدى إلى أزمة في العلاقات بين البلدين.

وفي مقابلات أُجريت مع نحو 20 من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين الحاليين والسابقين،

صرح بعضهم بأنهم أرادوا إعادة بناء الثقة بين أوباما ونتانياهو، إلا أنهم اعترفوا بأن الأمر لم يكن سهلاً، فاحتفظ نتانياهو بالحق في مواصلة العمل السري ضد برنامج إيران النووي، وهو ما وضع أجهزة المخابرات في كلا البلدين في مسار تصادمي.

كان لدى أوباما ونتانياهو أرضية مشتركة بشأن إيران عند لقائهما الأول عام 2007، حيث تناقشا حول كيفية تثبيط الاستثمار الدولي في الطاقة الإيرانية. وبعدها قدَّم أوباما تشريعاً لتحقيق هذه الغاية، ثم زادت الشكوك خلال السباق الرئاسي بعدما تحدث نتانياهو مع بعض نواب الكونجرس من الجمهوريين الذين وصفوا أوباما بأنه ميال للعرب، على حد قول المسؤولين الإسرائيليين، ووصل محتوى تلك المحادثات إلى البيت الأبيض، كما يقول كبار مسؤولى إدارة أوباما.