شكلت مديرية الشؤون الصحية بجدة لجنة للتحقيق في شكوى مواطن اتهم فيها مستشفى خاصا بإخفاء حقيقة مرض والده بالسرطان منذ عام 2011، والإهمال في علاجه، ما تسبب في تفاقم حالته المرضية.

وقال المواطن عبدالله الجوهر لـ"الوطن" إن "الواقعة بدأت بشعور والدي بآلام في صدره، فراجعت به أحد المستشفيات الخاصة بجدة، ورغم أن الطبيب المعالج علم بأنه مصاب بسرطان الرئة، لم يخبرنا بحقيقة مرضه، ولم يكشف عن سبب الألم، أو يصف له أي أدوية، ما تسبب في زيادة حجم الورم، وانتشاره بالرئة". 


اكتشاف الحقيقة

أضاف الجوهر، "بعد تدهور حالة والدي الصحية، وأثناء وجودي بالقاهرة قبل عدة أشهر، راجعت به في إحدى عيادات الأمراض الصدرية، فاقترح الطبيب إجراء أشعة C.T Scan، وبعد اطلاعه على النتيجة، أكد وجود ورم في الرئة حجمه 4.5 سم، وأفاد بأنه يفضل عودة الوالد للمملكة، والخضوع إلى اختبار الخزعة الطبية".

وأوضح أنه "بعد عودتي للمملكة، توجهت إلى المستشفى الخاص، والذي عاد والدي للمتابعة فيه وواجهت الأطباء بحقيقة مرض والدي بالسرطان، فانكروا إخفاءهم معلومات عن الحالة، وبالبحث اكتشفت أن إصابة والدي بالسرطان كانت مرصودة بتقرير طبي، ولكن إدارة المستشفى أخفته".

وأشار الجوهر إلى أنه أدخل والده إلى المستشفى، حيث تم أخذ الخزعة الطبية، واتضح وجود ورم فعلي، فأصيبت العائلة بالذهول، بسبب إخفاء المستشفى لحقيقة مرضه، وعدم إخبار أهله، وأيضا عدم علاجه.




صحة جدة تحقق

"الوطن" حصلت على شكوى المواطن، والتقارير التي تؤكد إصابة والده بالسرطان، وتواصلت مع المتحدث الرسمي لـ"صحة جدة" عبد الله الغامدي الذي قال "إنه يتابع الشكوى، وإن لجنة طبية مكونة من ثلاثة أطباء واختصاصيين يباشرون التحقق في الواقعة".







طاقم تمريضي خاص

وأوضح المواطن أن والده إضافة إلى ذلك تعرض لإهمال جسيم بالمستشفى، حيث ظل 28 يوما بقسم الجراحة الذي لا يناسب حالته، في ظل عدم وجود غرف مغطاة على مدار 24 ساعة بجهاز مراقبة الأكسجين، ونبضات القلب، وقياس سرعة التنفس، ما اضطره لشراء الجهاز على حسابه بـ25 ألف ريال، مشيرا إلى أن عدم اهتمام الطاقم الطبي دفعه إلى الاستعانة بكادر تمريضي من ثلاثة أفراد من خارج المستشفى بلغت تكلفتهم 26 ألف ريال شهريا.

وتابع قائلا "في أحد الأيام أثناء تنويم الوالد، طلبت فتح ملف الوالد وقراءته بصفة شخصية، فاتضح لي أن الإدارة قامت بتغيير التقرير الطبي السابق، دون إبلاغنا بذلك"، مضيفا أنه أرسل تقريرا بالحالة إلى مستشفيات في أميركا وألمانيا والصين، فأفادت بأن الحالة متأخرة، ولا يمكنهم إضافة أي علاج، مشيرا إلى أن والده منوم بالعناية المركزة بعدما رفضت عدة مستشفيات استقباله بسبب عدم توافر أسرة للتنويم الطويل.

وأكد الجوهر أنه شكا لمدير المستشفى بطريقة ودية الإهمال والصعوبات التي واجهتهم، فأنكر وجود أي سلبيات، فتقدم بشكوى إلى المدير العام للشؤون الصحية بجدة برقم 6347241، متهما المستشفى بإخفاء خبر مرض والده بالسرطان، والإهمال في علاجه.