اختتمت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمس أعمال المؤتمر الرابع عشر لمؤسسة الفكر العربي "فكر14"، والذي عقد على مدى ثلاثة أيام بعنوان "التكامل العربي: تحديات وآفاق، وذلك بحضور الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ونائبه السفير أحمد بن حلي، والأمير خالد الفيصل، والأمير بندر بن خالد الفيصل.

وأجمع المشاركون في الجلسة الختامية للمؤتمر على ضرورة تعزيز التكامل العربي ثقافيا واقتصاديا وأمنيا وصياغة استراتيجيات مشتركة في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.

وأكد المشاركون أن "مؤتمر العام الحالي كان مؤتمرا شبابيا بروح شبابية، حيث جددت المؤسسة من خلاله شبابها، بما يبعث على الأمل في المستقبل".

 


الفيصل: التأسيس لمرحلة جديدة

وجه رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل الشكر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لرعايته مؤتمر "فكر 14"، مشيرا إلى "رعايته البناءة وإسهامه الثري في إنجاح المؤتمر"، مضيفا أن "هذه المؤسسة تحققت أهدافها من هذا المؤتمر، لأننا تشرفنا بتشجيع قائد أكبر دولة وبلد عربي وهي مصر العظيمة لهذا المؤتمر بالرعاية والتشريف وإلقاء خطاب مميز من قائدها المميز".

ووجه الفيصل الشكر كذلك لأمين جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي وكل مساعديه ومعاونيه، والسفير السعودي بالقاهرة أحمد قطان لجهده البناء قبل وأثناء المؤتمر والمفكرين والباحثين القائمين على المؤتمر وإلى الأمير بندر بن خالد، والإعلاميين الذين أسهموا وواكبوا أهداف قبل انطلاق أعماله، مشيدا بـ"احتضان الجامعة للمؤتمر الذي عقد بمشاركة حشد من الساسة والمفكرين في قاعاتها للعمل تحت سقف واحد من الإرادة في تحقيق آمال الأمة العربية".

وتابع الفيصل: "ليس لدي كلمة أكثر من تقديم الشكر والتقدير لكل من أسهم للإعداد للمؤتمر والنجاح الذي حالف المؤتمر مجددا التهنئة لبيت العرب، الجامعة العربية، في عامها السبعين".

وختم قائلا "نتعهد بمواصلة دور المؤسسة للنهوض بالثقافة العربية والتكامل المنشود، بحماس الشباب وحكمة الشيوخ، والمؤسسة بدأت تحقيق أهدافها خلال هذا المؤتمر"، مثنيا على "مشاركة الشباب في البحث والدراسة وإعطائهم الفرصة لمشاركة فاعلة، مضيفا أن "المؤتمر أسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك".

 


مساهمة ثرية للنهوض بالثقافة العربية

أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي على أهمية المؤتمر الذي كرس أيضا للاحتفال بمرور 70 عاما على تأسيس الجامعة العربية، مشيدا باهتمام الفيصل بالنهوض بالفكر والثقافة العربية، مثمنا مساهمته القيمة وجهوده الثرية لخدمة مصالح الأمة.

وأشار العربي إلى ما أبداه الشباب كممثلين لروح الأمة ولغد أفضل، مضيفا أن "المفكرين ورجال الإعلام أسهموا بنقاشات أثرت التكامل العربي وطرحت أفكارا ثرية، نتعهد أن نعمل جميعا على تنفيذ ما تم التوصل إليه خلال جلسات المؤتمر".

 





المانع: النعرات الطائفية خطر يواجه الخليج

احتلت الورقة البحثية التي أعدتها عضوة هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتورة سعاد المانع، والتي حملت عنوان "واقع المشهد الثقافي في دول مجلس التعاون الخليجي" مكانة بارزة ضمن الباب الثالث من التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية، والمعني بـ"الثقافات العربية في واقع وإقليم مضطرب".

وحذرت المانع، في ورقتها من أن "أهم العقبات التي تواجه تطور الثقافة في بلدان منطقة الخليج العربي هي إثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين أبناء الدين الواحد، والتي هي نعرات جاهلية كامنة يحاول الإرهاب إعادتها إلى التداول".

وقالت المانع إن "ثمة أقليات مذهبية تعايشت تاريخيا بسلام وحسن وجوار في منطقة الخليج، إلى أن بدأت المشكلات تظهر بينها في المدة الأخيرة، ففي السعودية والكويت، على سبيل المثال، تعايش المواطنون والسياسيون من أعضاء مجالس الشورى وغيرها، من سنة وشيعة وإباضية، مع غلبة واضحة للسنة، ومن دون أي مشكلات أو حساسيات تذكر"، مشيرة إلى أن "وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كان لها الدور الأساسي في تسعير هذه النعرات، حيث إن سهولة التواصل وإثارة الجدل بين مجموعة كبيرة من الناس من ذوي المستويات المعرفية والثقافية المتفاوتة سمحتا بإمكانية جر بعضهم إلى المهاوي". وأشارت المانع إلى أن "المساجد والتعليم والإعلام يمكن أن يكون لها دور فعال في علاج المشكلات التي تفضي إلى الفرقة والتصدي لها، بل ومنعها، وأن تكون هناك دراسة وافية لأوضاع الوافدين، كما هو الحال بالنسبة للإمارات، والعمل على تشجيع المواطنين والمواطنات على مزاولة الأعمال المختلفة التي يقوم بها الوافدون، مع ضرورة السعي إلى إيجاد وظائف للشباب الخليجيين بحيث يملؤون الفراغ الذي اعتاد الوافدون على ملئه". وأكدت المانع ضرورة البحث عن حلول لمشكلة "عدم إجادة اللغة الأم" بدول مجلس التعاون، حيث يعتمد كثير من الشباب على اللغة الإنجليزية من خلال التواصل عبر وسائل التواصل الحديثة، مشيرة إلى "وجود حاجة ماسة إلى إعادة دراسة طرق تعليم اللغة العربية والنظر فيها لتكون محببة وسهلة التعلم، مع الاهتمام بتدريس النحو بعمق شديد".

وأضافت المانع: يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي أن تنسق فيما بينها على عدة مستويات هي:


1 - التنسيق على المستوى السياحي، خاصة أن الخليج العربي مؤهل لأن يكون منطقة جذب سياحي في الشتاء لمناخه المعتدل من جهة، ولثرائه بالآثار من جهة أخرى، فضلا عن المتاحف التراثية، ومنها على سبيل المثال "المتحف الوطني" في الرياض والذي أنشئ عام 1999 و"متحف الحرمين" بمكة المكرمة، فضلا عن عدد من المتاحف السعودية الخاصة التي هي منازل بمعظمها تقوم في مدن مثل بريدة وحائل وسواهما، وقد أغناها أصحابها بالمعروضات، ما جعلها تستحق الزيارة لما تعرضه من تراث البلد.

2 - العمل على توحيد قوانين الملكية الفكرية في جميع دول مجلس التعاون الخليجي.

3 - الدفع باتجاه قيام تنسيق تام في مجالات النشاط المسرحي واستقطاب كتاب متخصصين وذوي تجربة لكتابة مسرحيات جيدة المحتوى.


 


 جرأة جددت شباب المؤسسة

وصف أستاذ العلوم السياسية بالإمارات المفكر الدكتور عبدالخالق عبدالله المؤتمر بأنه "استثنائي مقارنة بجميع مؤتمرات الفكر العربي، وكان جريئا فخرج بجرعة من الجرأة أتت من مؤسسة اقتحمت بأسلوبها مجالات جديدة، كما أنه مؤتمر شبابي بروح شبابية، حيث جددت المؤسسة من خلاله شبابها".

وأضاف "جلسات النقاش اتسمت بالثراء الفكري والتنوع، وأكدت ضرورة العمل على تحقيق التكامل الثقافي وتعزيز ثقافة المواطنة والتسامح وقبول الآخر في المجتمعات العربية، وربط اللغة العربية بالانتماء والمواطنة ومحاربة التطرف والإرهاب، كما أكدت النقاشات على ضرورة إنشاء منظومة عربية تقضي على الأمية وتعزز قيم التسامح".


السفارة السعودية تحتفي بالفيصل

احتفت سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة مساء أمس برئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل. وحضر الاحتفال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، والمستشار عدلي منصور، رئيس مصر السابق ورئيس المحكمة الدستورية العليا، ومسؤولون حكوميون مصريون، وبدأ الاحتفال بعزف السلامين الوطنيين المصري والسعودي.

وتقدم السفير أحمد القطان، في كلمته الافتتاحية، بالتهنئة إلى الأمير خالد الفيصل، بمناسبة نجاح مؤتمر "فكر 14".

وأضاف أن "الأمير خالد الفيصل بذل جهدا كبيرا طوال توليه العديد من المناصب، بداية من حكم الملك فيصل وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز".

وأهدى القطان الأمير خالد درع مبنى سفارة خادم الحرمين الشريفين، قبل أن يكرم المستشار عدلي منصور والشيخ سيف آل نهيان وزير الداخلية الإماراتي، والدكتور نبيل العربي، وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية السابق، والشاذلي القليبي.

وفي كلمته على هامش الاحتفال، قال الأمير خالد الفيصل: "أتاح قطان لي الفرصة لشكر مصر قيادة وشعبا، مضيفا أن "لمصر القيادة.. ولمصر الريادة في كثير من المواقف العربية التي يعتز بها كل عربي.


 مخاض عسير


أكد المحلل السياسي أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية الدكتور رضوان السيد أن "التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة يمكن أن يتطور إلى نهوض بالجامعة العربية واستحداث القوة العربية المشتركة، والأمر يحتاج إلى توحد في الرؤى والإرادة إلى الحد الذي يسمح بتطوير أعمال التحالف العربي إلى خارج دول الخليج سواء في الدول المضطربة إقليميا أو المهددة بالتدخل الخارجي، خاصة وأنه يستهدف حماية اليمن والعودة للعملية السياسية ليعود تدريجيا الاستقرار وانتظام الوضع هناك".

وأضاف "العالم العربي هو جزء من العالم ولسنا متخلفين عنه لأن العالم يعيش الآن في مخاض عسير ونحن جزء من هذا المخاض، لكن علينا في الوقت ذاته أن نحتفظ بخصوصيتنا".

 


عاصفة الحزم تجسيد  للتنسيق العسكري

قال مستشار أول ومدير قسم الدراسات الأمنية والدفاعية بمركز الخليج للأبحاث الدكتور مصطفى العاني إن "نقاشات الجانب الأمني خلال جلسات المؤتمر، كشفت إهمالا كبيرا لقضية المكون الأمني كأحد المواضيع الرئيسة في التكامل العربي، وأن على العالم العربي أن يواجه معركة مصيرية، وهي معركة تتطلب تحقيق التكامل المنشود، خاصة وأن هناك أربع عواصم عربية أصبحت تدار الآن من قبل إيران".

وأضاف العاني أن "استمرار التراخي العربي وعدم التطور الذاتي من شأنه أن يهيئ المناخ للميليشيات لكي تحكم جميع الدول العربية، خاصة وأن هناك حالة تراخ عربي يقابلها تطوير إيران لسلاحها النووي"، مشددا على أن "التحدي الراهن هو تطوير نظام شامل للأمن العربي".

وفيما يتعلق بـ"مشروع القوة العربية المشتركة"، قال العاني إنه "يمكن قيام مشروع القوة العربية المشتركة على مبدأ تحالف الراغبين، أي ألا يكون هناك عنصر الإجبار لأي دولة من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية للانضمام إلى المشروع"، مشددا على ضرورة التركيز على أهمية الصناعات العسكرية العربية، في بعديها الوطني والقومي، مشيدا بعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي ضد التمرد الحوثي الذي انقلب على الشرعية في اليمن.

ودعا العاني إلى "الأخذ في الاعتبار، في كل مشروع تكاملي جامع، الظروف الخاصة بالكتل الاستراتيجية الرئيسة في الوطن العربي، ومنها كتلة دول الخليج، كتلة المغرب العربي، وكتلة المشرق العربي، وكتلة وادي النيل التي تضم مصر والسودان"، مضيفا أنه "يجب اعتبار تجربة دول مجلس التعاون الخليجي في مجال التعاون والتنسيق الأمني والعسكري تجربة رائدة يستوجب الاستنارة بها في تطوير نظام أمن عربي جماعي، حيث تعتبر من أنجح التجارب العربية القائمة في مجال التعاون والتنسيق الأمني والعسكري، فمن ضمن هذه التجربة الخليجية تبرز تجارب فعلية وواقعية تم من خلالها اختبار فاعلية نظام التعاون والتنسيق العسكري الخليجي، وهنا تجد الإشارة إلى العملية العسكرية لدول مجل التعاون لدعم استقرار مملكة البحرين في مارس 2011، ثم التجربة الأوسع والمتمثلة في عملية عاصفة الحزم لإعادة الشرعية والاستقرار إلى اليمن في مارس من العام الحالي".

وأضاف العاني أن "نظام التعاون والتنسيق الأمني والعسكري في تكتل دول مجلس التعاون الخليجي قد يكون نواة أو حجر أساس لبناء أسس التعاون والتنسيق على المستوى العربي الواسع"، مشيرا إلى أن "مشاركة دول عربية غير خليجية في عملية عاصفة الحزم تعد تجربة مهمة في التنسيق بين عدد كبير من الدول العربية على أساس مبدأ الباب المفتوح والذي يسمح بتوسيع نطاق التجربة والمشاركة بها لكل دولة عربية راغبة"، مشيرا إلى ضرورة "تفعيل تطبيق نصوص والتزامات الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة بالقاهرة في أبريل 1998، والتأكيد على ضرورة وضع خطة إعلامية عربية للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة المنظمة، ووضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في الوطن العربي، وتوفير الدعم لإنشاء إنتربول عربي من أجل مكافحة الجريمة العابرة للحدود، مع إنشاء قاعدة بيانات أمنية موحدة".

 


المكرمون من المؤسسة


الأمين العام الرابع لجامعة الدول العربية من 1979 - 1990

· من مواليد 6 سبتمبر 1925 بمدينة تونس

· شغل منصب وزير الإعلام التونسي من سبتمبر 1978 إلى 28 يونيو 1979 حيث انتخب أمينا عاما لجامعة الدول العربية

· عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ فبراير 1970

· له مؤلفات مختلفة في الأدب والثقافة والسياسية، منها "العرب أمام قضية فلسطين"، /من قضايا الدين والعصر"

· يحمل الصنف الأكبر من وسامي الجمهورية والاستقلال وعددا كبيرا من الأوسمة الأجنبية

الشاذلي القليبي

 


ـ ولد في 23 / 12 / 1945

في القاهرة


1984 مستشار بمجلس الدولة

1990 وكيل بمجلس الدولة

1992 نائب رئيس مجلس الدولة

1992 نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا

2013 رئيس المحكمة الدستورية العليا

- 2014 رئيس جمهورية مصر العربية المؤقت

عدلي منصور

 


 


 


تاريخ الميلاد: 1935


• يوليو 2011 الأمين العام لجامعة الدول العربية.

• 2011 وزير الخارجية المصري.

• 2008 – 2011 مدير المركز الإقليمى للتحكيم التجاري الدولي.

• 2001 – 2006 عضو بمحكمة العدل الدولية.

• 1999 – 2001 مفوض بلجنة الأمم المتحدة للتعويضات ومقرها جنيف.

• 1994 – 2001 عضو بمفوضية القانون الدولي للتعويض للأمم المتحدة في جنيف.

• 1990 قاض بالمحكمة القضائية لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول.

• 1991 – 1999 مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة بنيويورك.

نبيل العربي

 


 


نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الإماراتي

*انضم إلى الحكومة الاتحادية في عام 2004 وزيرا للداخلية

* في عام 2009 تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء

*يشغل منصب القائد العام لشرطة أبوظبي منذ عام 1995

*رئيس المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية منذ عام 2009

*نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الإمارات للهوية

*رعى مشاريع الربط الإلكتروني مع الجهات الحكومية، والأنظمة الإلكترونية الموحدة، ومشروع "مسح قرنية العين"

سيف بن زايد آل نهيان

 


 


ولد سنة 1954


من أعماله:

- الهوية والاختلاف: في المرأة، الكتابة والهامش

- الخطاب السينمائي بين الكتابة والتأويل

- الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة: نموذج هابرماس

- الثقافة والتحولات الاجتماعية

- البقاء.. للإصلاح.. عن العمل السياسي في زمن العولمة

- أسئلة النهضة بالمغرب


محمد نور الدين أفاية