كثير من الناس -وأنا أحدهم- إذا أقاموا في فندق وحان وقت المغادرة لا يقاوم شامبو وصابون الفندق فيأخذ تلك العلب الصغيرة والمغرية ويضعها في شنطته مع إحساس كبير بالذنب، كنت أحس بأنها نوع من السرقة والتعدي على ممتلكات الغير. وكالعادة كنت ألوم إبليس بأنه هو الذي أغواني وجعلني أفعل فعلتي الشنيعة، وفي كل مرة أعد نفسي بألا أفعلها مرة أخرى ولكن يتكرر السيناريو نفسه، خاصة إذا كان الفندق من الفنادق الفخمة فيكون الإغراء أكثر وتصعب مقاومته، خصوصا أن الفنادق الكبيرة تتعاقد مع ماركات مشهورة، شامبو وبلسم وصابونة وكريم وشفرة حلاقة وفرشة أسنان ومعجون ومنظفات للوجه وغيرها من المغريات.

وبعد صراع كبير بيني وبين ضميري قررت أن أتجرأ وأضع حدا للموضوع كنت في فندق شهير بجزيرة بورنيو باسيا فذهبت للاستقبال بالفندق واعترفت لموظف الاستقبال بجريمتي وقلت له "إني ما خليت شيء بالحمام ما أخذته" فابتسم الرجل وقال كل هذه الأشياء أنت دفعت ثمنها مقدما، وهي ملك لك ومن حقك أن تأخذها. عندها شعرت بسعادة عظيمة فكنت أحس بتأنيب الضمير لسنوات طويلة، ولكن الحمد لله ارتحت نفسيا ومن باب المزح سألت الموظف نفسه: طيب بالنسبة للوسائد وش وضعها؟ فضحك وقال لا الوسائد لنا. عموما أعرف رجال أعمال وأغنياء يأخذون شامبو الفندق يعني لا تستحي خذه وضميرك مرتاح، غيرك يسرق ملايين ولا تحرك ضميره.