إن عمق أي شيء جميل مرهونٌ بشرط أفقيته نحو المجهول، أي إننا مهما ذهبنا به في أي اتجاه فإنه لا ينتهي، بل يقتحم مجهولاً جديداً، يحدث أن يتحول، أن يظهر بصيغ أخرى، لكن ما لا يمكن حدوثه هو أن يفقد جماله في أي حالة أو امتداد أو تحوّل في سيره نحو المجهول. الحب، الموسيقى، الشعر، الرقص، الخلق، وسائر الفنون تنطوي داخلياً على هذه الأفقية الغامضة، ولذلك ستبقى ما بقيت الحياة والأرض.

• وحين دخل الإنسان منذ البدء مغامرة التعبير عبر أيّ فنٍ من الفنون فلأنه كان مشغولاً بمجهولٍ ما يريد أن يصل إليه، وليس لأجل التعبير ذاته. آرنستو ساباتو قال مرةً إن الفنان ينطلق من إحساس غير واضح، ولا يعرف بالأساس عن أيّ شيءٍ يبحث طالما لم ينته عمله، بل وحتى حين ينتهي. وحين سألوه من هو المبدع قال إنه الذي يستطيع أن يجد في شيءٍ معروف أشياء غير معروفة.

• هذه الأفقية الجميلة وجدت في العلاقة النوعية التي جمعت الملحن والفنّان الرقيق محمد المغيص بالفنّان طلال مداح، ذلك الراحل الكبير، رحمه الله، تركت أثراً جميلاً داخل حركة الفنّ في بلدنا، ولو لم يكن من أثرها العذب إلا الأغنية التي ما زلنا نرددها كل عيد "كل عام وانتم بخير" أو أغنيتي "طاغي الزين" و"في خاطري شي".

http://www.youtube.com/watch?v=wY_g0oL8Dn0

• في موقع ويكيبيديا عن محمد المغيص: "الملحن السعودي محمد المغيص يعد من رموز التلحين في المملكة العربية السعودية، ولد في القصيم عام عام 1378هـ، إلا أن مدينة جدة هي التي شكلت مسارات حياته الدراسية والفنية. تجربته مع الفنان الراحل طلال مداح، كانت محطة مهمة في مشواره الفني، حين كان لقاؤهما عبر أغنية (يا حول)، بناء عن مبادرة من طلال مداح، بعد أن سبقت نجاحات المغيص هذا التعاون الذي أثمر عن نجاح مميز لهما، أتبعاه بعمل آخر لا يقل نجاحاً عن الأول، إن لم يكن الأكثر حضوراً لدى المتلقي عبر أغنية (كل عام وانتم بخير)، كونها أغنية خاصة بالعيد، ولا تزال تسمع في الأعياد حتى يومنا هذا، وتوالت الأعمال بين طلال مداح والمغيص إلى أن تعاونا مجدداً في أغنية كانت إحدى الإضاءات الهامة في مشوار طلال مداح وهي أغنية (في خاطري شي)، التي سجلها المغيص عام 1403".