في مخيم "الشاطئ" المطل على البحر الأبيض المتوسط غرب مدينة غزة، تبدو جدران المساكن الملتصقة وأرضيات أزقته "المتهالكة" قاتمة اللون، ويميل بعضها إلى السواد، بفعل الفقر وما خلفته سنوات الحصار، والحروب الإسرائيلية المتعاقبة. غير أن ريشة عدد من الرسامين والفنانين التشكيليين أرادت لثاني أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، أن يبدو بفضل ألوان وردية زاهية، مغايرا لتفاصيله البائسة والمعتمة.

يقول بهجت "فضل الاكتفاء باسمه الأول"، إنّ جدار بيته الرمادي القاتم تحول إلى آخر ناطق بالحياة، كما يصف لـ"الأناضول"، وقد تزين بورود كبيرة برتقالية وبنفسجية اللون.

لكنه يضيف مستدركا، إن الألوان لم تغير من حقيقة وضعهم المعيشي القاسي، ولم تقدم له عملا، أو طعاما لأسرته. ويستدرك الأب لثمانية أطفال، بأسى: "تلونت من برا "الخارج"، لكن جوا "الداخل"، سواد وفقر وحال صعبة". غير أنه يعترف بأنّ الألوان الجميلة الزاهية، والتغيير الذي أصاب المخيم، أدخل السعادة إلى قلوب قاطنيه.