في الوقت الذي دافعت صحة المدينة المنورة أمس عن نفسها جراء انتشار مقطع يوثق استعمال مواطن لعربة أدوية كي ينقل بها ابنه في أحد المستشفيات، تصدت إدارة مستشفى الملك فهد لإجراءات إدارية كانت تتبعها الأقسام من ضمنها الاعتماد على عمال النظافة في إيصال عينات الدم إلى المختبر، وكذلك تكليفهم بنقل الأوراق بين الأقسام ودفع عربات وأسرة المرضى.
غياب المراسلين
تقول المصادر إن من يعمل الآن على نقل عينات الدم والملفات هم بعض الممرضين والممرضات المتطوعين من تلقاء أنفسهم، فيما تعجز الأقسام حاليا عن توفير من يهتم بنقل المستلزمات الطبية إليها وذلك لعدم وجود الموظفين الخاصين بهذه المهمة ما يسبب إهمالا وتقصيرا في الخدمات الطبية داخل المستشفى.
ونص خطاب مدير المستشفى على "أنه نظرا لما لوحظ مؤخرا من إشغال عمال النظافة في بعض أقسام المستشفى بأعمال غير الأعمال المناطة بهم من مراسلات عينات الدم وملفات المرضى مما له أثر واضح على أعمالهم الأساسية المتمثلة في "النظافة"، ولأنه لا يوجد في عقد شركة التشغيل بند عمال مراسلات لأن ذلك ليس من مسؤولياتهم، فعلى الجميع أن يتقيدوا ولا يكلفوا عمال النظافة بغير أعمالهم الأساسية، وفي حالة مخالفة هذا التعميم فستتم محاسبة من يتساهل في هذا الأمر".
إثارة فوضى
قالت صحة المدينة في بيان أمس إن المقطع الذي ظهر فيه مواطن وهو يدفع ابنه في عربة مخصصة لنقل الأدوية أثار الفوضى، لأن عربات نقل المرضى متوفرة في مستشفى الملك فهد وقد ظهرت في المقطع الذي صوره المواطن. وذكرت في البيان أن المريض صالح بن رافد الحربي (9 أعوام) حضر بصحبة والده وتبين إصابته بكسر في إحدى ساقيه وتلقى العناية الطبية اللازمة، وأن ما ذكره في المقطع غير صحيح بدليل وجود الكثير من عربات نقل المرضى في قسم الطوارئ، وكان يتوجب على مرافق المريض نقله باستخدام إحدى وسائل النقل المتوفرة للمراجعين أمام مدخل الطوارئ، ولكن للأسف تعمد سحب العربة المخصصة لنقل الأدوات الطبية ووضع المريض فوقها وصور بواسطة جواله مدعيا عدم توفر العربات، مشيرة إلى أن المريض غادر دون أن يستكمل العلاج.
قصور النظافة
اكتشفت الإدارة قصورا كبيرا في نظافة المنشأة حيث أرسلت خطابا إلى الأقسام والمراكز التابعة للمستشفى يمنعهم من عدم تكليف عمال النظافة في أمور خارجة عن المهام المكلفين بها أو أعمال أخرى ليس منصوص عليها في العقد مع الشركة المشغلة.
وأشار الخطاب، الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه، إلى ضرورة العمل بكل ما ورد فيه تلافيا لأي عقوبات.
في حين أشارت مصادر "الوطن" داخل المستشفى إلى أن هذا القرار تسبب في تكدس عينات الدم والأوراق والملفات، وذلك بسبب عدم توفير بدائل وعدم وجود عمال يعملون على هذه الوظائف. وأكدت ذات المصادر أن العاملين في أقسام المستشفى يعتقدون أن الموظفين المكلفين بهذه المهمات هم عمال الشركة المشغلة، في حين لم يمعنوا من بعض الخدمات الخاصة التي يقدمونها لبعض الموظفين ومن ضمنها غسيل سياراتهم.