دائما ما أتعرض لانفصام في مشاعري بين الحزن والفرح في مكة المكرمة، فالمشاريع التنموية تركض ركضا، ولله الحمد، فمسار القطار بدا أكثر وضوحا وهو في طريقه للاكتمال، والخطوط الدائرية بدأت تعمل بطاقاتها الاستيعابية شيئا فشيئا، سواء إكمال "الدائري الثالث" وهو من أهم شرايين التنقل داخل أحياء مكة، أو حتى تشغيل "الدائري الرابع" الذي يطوق مكة المكرمة من جميع الجهات، ليكون واحدا من أهم مشاريع الطرق داخل العاصمة المقدسة.
ولكن، تبدأ لحظة الانفصام عندي في اللحظة التي أخرج فيها من مخطط الحمراء متجها إلى الدائري الثالث المتجه للإسكان ومن ثم باقي الأحياء، إذ تتمثل العقبة الأولى في إقفال الخط، وتوجيه السيارات إجباريا للالتفاف، ثم الصعود إلى منطقة مرتفعة تقودك تلقائيا نحو إكمال الطريق، والمؤسف والغريب أن هذه التحويلة رغم أنها حديثة إلا أن السفلتة سيئة جدا!
وهنا أتساءل: أين أمانة العاصمة المقدسة من هذا السوء في التنفيذ؟ وكيف تقبل أصلا بهذا الغش وهي المحاسبة على ذلك؟
دعوني أوسع الزاوية قليلا، لِم بعض شوارع مكة المكرمة سيئة؟ فالحُفر في كل مكان والتشققات تنافسها في العدد، والمطبات العشوائية لا حصر لها! أشعر أحيانا أن المسؤولين عنها في أمانة العاصمة المقدسة لا يسكنون فيها! بدليل وجود كل هذه المخالفات دون أن تحرك ساكنا لهم!
أكثر ما يثير استغرابي، هو مبالغ العقود المليارية التي لا تبخل بها الدولة للبنية التحتية، ثم تأتي شركات التنفيذ لتعطينا هذه المخرجات، وعلى المواطن التعايش مع ورش السيارات ومراجعات الصيانة للأجزاء التي تتفكك و"تتحلحل" بسبب الشوارع سيئة التنفيذ.
وأخيرا، أتمنى من الجهات الرقابية أن تتوكل على الله وتحاسب كل مقصر.