طالب أستاذ الأدب عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الدكتور عبد الفتاح حبيب بإعادة تحقيق كتاب سيبويه من جديد بعد جمع طبعات الكتاب التي تمت سابقا والتركيز على ترتيب أبوابه وتحقيق الشواهد الشعرية كونه أهم مؤلف دوّن قواعد اللغة العربية  للإمام اللغوي البصري سيبويه.

وأكد حبيب في المحاضرة التي أقامتها كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية أمس ضمن برنامج تواصل الثقافي بعنوان: "كتاب سيبويه بين محققيه: عبد السلام هارون ومحمد كاظم البكاء" أن كتاب سيبويه كان يسمي بـ"قرآن النحو" لأهميته وانفراده، كما أن النسخة الموجودة حاليا بين أيدينا على الرغم مما قيل عنها إلا أنها: "أصح الطبعات وأتمها" مشيراً إلى أن "سيبويه" لم يترك للمكتبة العربية من إنتاجه الفكري غير مصنف واحد هو الذي اشتهر باسم "الكتاب"، ونال من الانتشار والشهرة مكانة لم يبلغها مصنف آخر لتفرده بما حوى.

وفاة المؤلف قبل نهاية الكتاب

 بيّن حبيب أن سيبويه لم يضع لكتابه اسما لأنه كان في نية العود إليه، وأن لديه منه بقية، ولا يزال في نفسه منه شيء غير أنه توفي دون إتمامه ومع هذا لم يظهر أفضل منه في توثيق وشرح اللغة العربية حتى اليوم، ذاكراً أن أول من أبرز الكتاب واستحسنه هو: الأخفش "تلميذ سيبويه"، ونقله عنه تلميذاه: الجرمي، والمازني، وقد كان لهما دور كبير في نشر "الكتاب" بين الناس وإظهار أنه لسيبويه، فكان لهم الدور الأكبر في نسبة الكتاب لمؤلفه.

ثم تطرّق لأبرز طبعات الكتاب "طبعات المستشرقين والترجمة الألمانية للكتاب وطبعة باريس وطبعة بولاق وإيميل يعقوب".

ثم تحدث عن المحققين عبد السلام هارون ومحمد كاظم البكاء مقدما تعريفا موجزا عن كل منهما، وما لكل منهما من باع طويل في علم التحقيق، ودورهما والجهود التي بذلاها في إيضاح كتاب سيبويه، مشيراً إلى أن من أهم ما حققاه من كتب التراث العلمي العربي هو (الكتاب) لأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الملقب بسيبويه.

نسخة البكاء هي الأقدم

وذكر الحبيب ما اعتمد عليه كل منهما من نسخ في التحقيق، قائلاً: إن النسخة التي اعتمد عليها "البكاء" أقدم بسبع سنين من النسخة التي اعتمد عليها هارون-رغم أنه حققه قبل البكاء- وهي (أي: نسخة البكاء) مؤرخة بتاريخ: 1132هـ، مكتبة الأوقاف ببغداد. وعقد الحبيب مقارنة بين التحقيقين من حيث الضبط والعناية به والشواهد الشعرية والنقولات الواردة في الكتاب والترقيم وغيرها من القضايا المهمة التي اشتمل عليها التحقيقان، مبينا  أن البكاء وضع خريطة توضيحية للكتاب، كشفت ما وجد من اللبس –أحيانا- في نسخة هارون التي كان يقال إن ذلك وقع فيها بسبب أن النساخ قدموا وأخروا في الكتاب، وهو ما سبب التداخل والاضطراب، والحق –كما يقول- أنهم لم يقدموا ولم يؤخروا في الكتاب.