بعد مرور أقل من 48 ساعة على إعلان الولايات المتحدة أن النظام الإيراني أرسل شحنة من الأسلحة المتطورة للانقلابيين الحوثيين، وتقديمها شكوى بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي ضد طهران، بتهمة انتهاك القرارات الدولية بهذا الشأن، تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية في محافظة شبوة من ضبط كميات من الأسلحة والذخائر الإيرانية التي كانت محملة على مجموعة من الشاحنات. وأشار مصدر في المقاومة الشعبية إلى أن ست شاحنات حاولت تهريب الأسلحة للانقلابيين، وعندما اشتبهت فيها المقاومة وطالبتها بالتوقف لتفتيشها، رفض سائقو الشاحنات التوقف، وحاولوا الهرب، مما دفع الثوار إلى إطلاق وابل من الرصاص على إطارات الشاحنات وإرغامها على التوقف. وأضاف المصدر أن نقطة تفتيش تابعة للمقاومة على بوابة مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، أوقفت الشاحنات وبعد التفتيش الدقيق تم العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والمقذوفات. وأدلى سائقو الشاحنات باعترافات تفصيلية، أفادوا فيها بأن وجهتهم النهائية كانت مديرية بيحان، التي يسيطر عليها الانقلابيون.


تشديد الرقابة

أكد المصدر أن السائقين اعترفوا بأن الشاحنات انطلقت بعد تحميلها بالمتفجرات والأسلحة من سواحل محافظة شبوة، بعد وصول معلومات للأجهزة الأمنية عن تهريب أسلحة للمحافظة عبر البر للحوثيين. وأضاف المصدر أن مجموعة مسلحة أقدمت على قطع الطريق بين محافظتي شبوة وحضرموت احتجاجا على إيقاف الشاحنات ومحاولة الضغط على الأجهزة الأمنية لإطلاقها، إلا أن الثوار رفضوا تلك المحاولات بشكل قاطع، وأصروا على مصادرة شحنة الأسلحة. بدوره، قال مصدر أمني إن السلطات الموالية للشرعية لن تتهاون في موضوع تهريب الأسلحة على الإطلاق، ولن تسمح بمرورها، وستقوم بمصادرة كل أسلحة تحاول العبور إلى مناطق التمرد، مشيرا إلى أن هذا هو الدور الرئيسي للمقاومة. معربا عن شكره للدور الذي يقوم به رجال الأمن لترسيخ الاستقرار ومحاربة كافة محاولات التهريب. ودعا المواطنين إلى التفاعل مع جهود السلطات والإبلاغ عن كل سيارة مشتبه في تحركاتها وحمولتها.


تجاوزات متكررة

قال القيادي في مقاومة شبوة سالم البيحاني إن إيران ستواصل حتما محاولاتها المتكررة لإرسال الأسلحة إلى حليفها الحوثي، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "طهران لن ترضى بالتحول إلى عنصر مساهم في إرساء الأمن في اليمن، لأنها دولة مارقة من القانون الدولي، ويهمها في المقام الأول استمرار الأزمة اليمنية. لذلك أتمنى من الحكومة الشرعية المسارعة إلى تقديم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إيران، وإرسال المستندات التي تؤكد تورطها في إرسال الأسلحة للانقلابيين، حتى تكون دعما للدعوى التي تقدمت بها الإدارة الأميركية، وأن تحشد الرأي العام العالمي للضغط على طهران ودفعها إلى كف يدها عن التدخل في الشأن اليمني".

وتابع البيحاني قائلا "لن تنجح طهران في إنقاذ حليفها الحوثي، حتى وإن كانت تمكنت في السابق من تهريب بعض الأسلحة فإن هذا لا يعني أنها ستنجح مرة ثانية، لاسيما في ظل المراقبة المشددة التي تفرضها قوات التحالف العربي على كل منافذ اليمن".