رغم استيلاء المتمردين الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، على كافة مخزون اليمن من العتاد العسكري، منذ انقلابهم على السلطة، في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام الماضي، إلا أن الغارات المكثفة التي شنتها طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، استطاعت القضاء على معظم ذلك المخزون.
ولم يجد الانقلابيون غير استخدام تلك الأسلحة في الاعتداء على الشعب اليمني، الذي تم شراء هذه الأسلحة من أمواله، إلا أن الانقلابيين سارعوا إلى توجيه آلياتهم الحربية وعتادهم إلى صدور اليمنيين ونشر الرعب في كل بيت وقرية.
لكن مقاتلي المقاومة الشعبية، والجيش الوطني، بمساندة كبيرة من طائرات التحالف العربي، تصدوا للحملة العسكرية التي قادها الانقلابيون ونفذوها بأدوات الدولة، وركزوا على تدمير المخزون العسكري الذي يحتفظ به الانقلابيون، واستعادة الجزء الآخر، وتمكنوا من قطع شوط كبير في هذا الاتجاه، مما حرم المسلحين الاستفادة من تلك الأسلحة التي نهبوها، إضافة إلى المراقبة المشددة التي تقوم بها قوات التحالف، ومنعها من أي محاولات تهريب للأسلحة من جانب إيران، سواء عبر البحر أو البر.
هجمات نوعية
خلال شهر نوفمبر الماضي فقط، أظهر إحصاء، أصدره مركز سبأ الإعلامي، حصلت عليه "الوطن"، أن ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح تكبدت خسائر فادحة في العتاد العسكري، جراء عمليات هجومية للمقاومة بمحافظة إب، وسط اليمن، وأثناء المواجهات مع الجيش والمقاومة وغارات التحالف بمحافظة مأرب، شرقي اليمن.
ويشير الإحصاء إلى أن المقاومة الشعبية في محافظة إب، التي تُعتبر ممراً لإمدادات الحوثيين إلى جبهات في المحافظات الجنوبية منها تعز، تمكنت من تدمير 16 طقماً كانت في طريقها لتعزيز ميليشياتهم في تعز والضالع. وأن غالبية تلك الأطقم كانت تحمل ذخائر وأسلحة خفيفة ومتوسطة، تم إعطابها بالعمليات النوعية للمقاومة، في حين استعادت المقاومة سيارة نصف نقل مليئة بالذخائر من قبضة الميليشيات.
خسائر فادحة
وأكد مصدر في المركز الإعلامي لمقاومة إب، أن إحصاء خسائر الانقلابيين من الذخائر والدوريات والأسلحة، وصل إلى مستوى كبير، منذ بدء عملية عاصفة الحزم المساندة لشرعية اليمنيين في 26 مارس الماضي.
أما في محافظة مأرب فإن خسائر الحوثي والمخلوع من الآليات والأسلحة تتجاوز الضعف، كونها شهدت مواجهات مباشرة، وكون طائرات التحالف من ضمنها طائرات الأباتشي شاركت بفاعلية في ميدان المعركة. ويقول الإحصاء، إن تلك الخسائر بلغت خلال الشهر نفسه في منطقة صرواح غربي مأرب، أكثر من 30 دورية عسكرية و15 صاروخ أرض أرض و6 مدافع هوزر و5 عربات كاتيوشا، حسبما أورد التقرير.
كما فجرت الغارات ومدفعية الجيش كميات هائلة من الذخيرة كانت مكدسة في مخازن استحدثتها الميليشيات في مناطق جبهات القتال، علاوة على تمكن الجيش الوطني والمقاومة من استعادة آليات عسكرية وذخائر متنوعة خلفها الحوثيون والمخلوع حين طُردوا من أجزاء واسعة في مأرب.