بلا شك أن خسارة النجمين ديجاو وسلمان الفرج من المنغصات التي تجدد مصاعب الهلال في مشواره الآسيوي وطموحاته الذهبية. ولكنها في الوقت ذاته اختبار جديد لمدى قدرة الزعيم على تجاوز الصعاب، لا سيما أن القائمة مكتظة بالنجوم بشرط توظيفهم جيدا واللعب بما تقتضيه ظروف مباراة الإياب غدا أمام الأهلي الإماراتي بعد التعادل في الرياض 1/1، وأصبح لزاما الفوز أو التعادل 2/2 وما فوق، بينما يلعب المضيف بفرصتي التعادل سلبا والفوز.

والأكيد أن اليوناني دونيس يعي كل ما يجب فعله في مثل هذه المرحلة على الصعد كافة بما فيها الأمور النفسية، وأن الهجوم دائما يشع بالهلال بدرا. وآخر الأمثلة الثلث الأخير من لقاء الذهاب حينما أقحم الهداف الحاضر الغائب ناصر الشمراني فتوسعت المساحات في دفاع الأهلي، والشمراني ليس زيادة عددية هجومية فقط بل وجوده يشكل ضغطا نفسيا على المدافعين وهو عون لألميدا والعكس صحيح، بما يعزز فيهما التألق مع مشاركة إدواردو المميز حركيا وتهديفا، والشلهوب الأكثر تأثيرا بخبرته ونجاعة تمريراته وتوجيهاته.

ليس من مصلحة الهلال اللعب بثلاثة مدافعين خصوصا بفقد ديجاو الذي يجيد بناء الهجمة ويؤدي دور المحور ويملأ خانة الظهيرين ويتقدم ويسدد ويضغط على دفاع المنافس. كما أن خط الوسط بحاجة لخبرة كريري وحيوية درويش للتحكم في مساحات الملعب هجوما ودفاعا، مع أهمية استثمار خلل منطقة الأهلي اليسرى.

في المقابل من المتوقع أن يباغت كوزمين ضيوفه بالهجوم مبكرا، لأنه معتاد على ملعبه ولديه عناصر تحفظ الأدوار بقيادة ليما وخليل وهيكل والحمادي، إضافة إلى معرفته الجيدة بما يعتري الهلاليين في مثل هذه الظروف.