قال الأديب صلاح بن هندي، مساء أول من أمس إن مفردة "العوام" تختلف عن مفردة "الجماهير"، فالأولى ضد "الخاصة"، والثانية هي الجماعة من الناس المختلفين في الثقافات خرجوا أو تحزبوا لقضية ما أو لشخص ما، ونزلوا إلى الشارع لعرض فكرتهم والدفاع عنها وفرضها بالقوة. وبين ابن هندي الذي كان يتحدث في منتدى بوخمسين الثقافي بالأحساء خلال محاضرته "ثقافة الفكر عن العوام" أن هناك ستة عوامل تؤثر في "العوام"، وهي: تعارض القيم، هجرة وزحف الإنسان الريفي إلى عمق المدينة، سطوة الطغاة، مواعظ رجال الدين، بعض القيم الاجتماعية الموروثة عن الأسلاف، العامل الجغرافي. وذكر ابن هندي في المحاضرة التي أدارها أحمد الهلال، أن مظاهر التدين لا يمكن أن تكون متماثلة في جميع البشر، فهي تتنوع حسب تنوع الثقافات، مؤكدا أن موقف "المثقفين" من "العاميين"، مسألة قديمة، لم تجد الحل حتى وقتنا الحالي، فما زال المثقف يرى العامي "جاهلا"، ومازال العامي يرى المثقف "مغرورا" و"موسوسا"، وهي النقطة ذاتها التي كانت بين الفلاسفة والعاميين قديما، موضحا أن "العوام" لا يحبون من يتميز عنهم بفضل عقل ويشمخ عليهم بعقله، وإن كانوا في بعض الأحيان ينبهرون به ويندهشون لمصطلحاته، وأن بعض "العوام" يطربون للمثقف الذي لا يعرف كلامه ويعجز عليهم فك طلاسمه، فيرونه عميقا.