أكد أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أن الدولة تستثمر أكبر من ربع مواردها في التعليم، لإيمانها بأهميته ودوره في تنمية المجتمع واقتصاده وحضارته بشكل عام. جاء ذلك خلال افتتاحه أعمال المؤتمر الدولي الثاني للقياس والتقويم، مساء أول من أمس، الذي ينظمه مركز "قياس" تحت عنوان "قياس نواتج التعلم"، وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال بالرياض. 


تحديات كبيرة

ألقى رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري كلمة في بداية الحفل، قال فيها إن هذا المركز الذي يبلغ من العمر 15 عاما، يواجه تحديات كبيرة تتمثل في صعوبة عمله كونه يتعامل مع قياس الإنسان، الذي قد ينظر إلى القياس بأنه تشكيك في قدراته أو مهاراته أو تحصيله. ووصف عمل المركز بأنه دقيق وحساس كونه يقيس أشياء غير محسوسة، ويحولها إلى أرقام محددة مفهومة، مؤكدا أنه رغم هذا التحدي فإن يقدم حاليا أكثر من 86 اختبارا ومقياسا مختلفا، تصدر منها عشرات النسخ كل عام.


 





جوائز التميز

سلم راعي الحفل الأمير فيصل بن بندر، ووزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، ورئيس مركز قياس جوائز التميز لهذا العام للطلاب والطالبات المتميزين الحاصلين على أعلى الدرجات في اختباري القدرات العامة والتحصـيلي، اللـذين أجراهما المركز في العام السـابق مـن خريـجي الثانوية بقسميها العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية. كما تم تكريم المدارس الفائزة بجائزة قياس للتميز بدرع تميز لخمس مدارس بنين هي: ثانوية الفلاح الأهلية بمكة المكرمة، وثانوية دار العلوم في صفوى بالمنطقة الشرقية، وثانوية الظهران (مقررات) بالخبر، وثانوية الظهران الأهلية (مقررات) بالخبر، وثانوية مجمع صالح الراجحي لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض. أما مدارس البنات الحاصلات على درع "قياس" للتميز فهي: ثانوية مدارس الظهران الأهلية (مقررات) بالظهران، والثانوية الأولى بالرياض، والثانوية الثامنة (مقررات) بالقطيف، والثانوية الأولى لتحفيظ القرآن بالدمام، والثانوية السادسة لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض. كما تم تقديم "وسام" التميز للمدارس التي تميزت على مدى ثلاث سنوات، وحصلت على وسام منح لها العام الماضي، وحافظت على تميزها وحصلت أيضا على الوسام للمرة الثانية على التوالي وهي: ثانوية الجامعة الأهلية بمدينة الخبر "بنين"، وثانوية دار الحكمة بالقطيف "بنين"، وثانوية نجد الأهلية بالرياض "بنين"، وثانوية الجامعة الأهلية بمدينة الظهران "بنات"، وثانوية تحفيظ القرآن بالهفوف "بنات". بعدها تم تسليم جائزة قياس للتميز البحثي والتطوير التي منحت للدكتور جورج إنجلهارد (الإبن). إثر ذلك قدم رئيس قياس درعا تذكارية لراعي الحفل، ودرعا للشريك الاستراتيجي والرعاة الذهبيين. وبعد انتهاء الحفل، بدأت محاضرة بعنوان "التعليم المبني على النواتج: نظرة تحولية"، قدمها الدكتور وليام سبيدي في القاعة الكبرى للرجال، وتم نقلها مباشرة للنساء في القاعة المستديرة، ورأسها الدكتور علي بن عبدالخالق القرني.




مناقشة التجارب

أوضح الأمير فيصل أن المؤتمر يناقش قياس نواتج التعلم، الذي يحظى بعناية عالمية فائقة، لكنه في الوقت نفسه، يعتريه اختلاف في الرؤى حول طريقة تناوله وانعكاسات قياساته على الواقع العملي، مضيفا أن المؤتمر سيناقش التجارب وسيعرض النظريات، وستتاح مناقشة المشروع الوطني لقياس مخرجات التعليم العالي، والذي ينبع من حرص وزارة التعليم على إيجاد معلومات ومؤشرات وشواهد حول جودة برامج التعليم العالي ونواتجها، والتي سينتج عنها قريبا مؤشر الجامعات السعودية الذي يوفر معلومات دقيقة عن نواتج التعلم في برامجها المختلفة.

كما أكد أن البذل السخي الذي تقدمه الدولة والجهود التي تقوم بها مؤسسات التعليم لابد أن ينتجان مخرجات جيدة بجودة عالية، من هنا كانت أهمية قياس نواتج التعلم للتأكد من هذه الفرضية. وقال الأمير فيصل المشاري إن المؤتمر سيشارك فيه أكثر من 70 باحثا ومتخصصا من خلال 66 محاضرة عامة ومتزامنة، و6 ورش تدريبية خلال أربعة أيام، وسجل للمشاركة والاستفادة من هذا المؤتمر أكثر من 2000 مشارك من عدد من الدول العربية والأجنبية. وقدم الأمير التهنئة للفائزين والفائزات بجوائز قياس لهذا العام.


 


دعم التعليم

قال أمير منطقة الرياض، راعي المؤتمر الأمير فيصل بن بندر في كلمته خلال الحفل: أبارك لبلادي هذا المستوى المشرف الذي وصلت إليه في مجالات عدة ومنها مجال التعليم، وأقدر الدعم الكبير واللامحدود الذي تقوم به الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للتعليم ولتنمية بلادنا العزيزة. وأضاف أن الدولة تستثمر أكبر من ربع مواردها في التعليم، لإيمانها بأهميته ودوره في تنمية المجتمع واقتصاده وحضارته بشكل عام. وأضاف أمير الرياض أن أهمية موضوع المؤتمر تنبع من ناحيتين:

الأولى: أهمية القياس والتثبت وإيجاد الشواهد لنواتج التعلم، فكما هو معلوم ومشهور أن ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته والتحكم فيه.

الثاني: أهمية نواتج التعلم كونها تعطي الهدف والمحصلة من برامج التعليم ومن تفاعل المعلم والمتعلم والبيئة التعليمية.

وأشاد بما وضعه المركز من أهداف وما خطه من رسالة، تهدف إلى المساهمة في تحقيق العدالة والجودة، إضافة إلى ما يقدمه من جوائز تشجع التميز والمتميزين من أفراد ومؤسسات.