القصة القصيرة تشبه الشجرة التي تكاد تنقرض، بعد أن تم تهجين عدة أشجار منها.. من القصة نبتت الرواية والخاطرة والمقالة السردية.. وبعد أن امتلأت حقول المعرفة وحدائق الأدب بالأنواع والأشكال المشتهاة من فنون الأدب، يحاولون أن يغيبوا الشجرة الأصل.. ينزعون جذورها، أو على الأقل يتركونها ظامئة، حتى كادت تضمر وتنتهي، لولا أنها عادت لتنبت إلى جوار طلح وعرعر (الباحة)، تسقيها ذات الغيمة التي أسقت الرواية والشعر أعواما عديدة.. (ملتقى القصة) سينهض لبث الروح فيها، وإعادتها إلى وهجها ونضارتها.. به سيحرصون أن تبقى دانية القطوف، شهية الثمر، صالحة لكل زمان ومكان.. هؤلاء سينجحون في زيادة وهج على وهج مضى لهم في عالم الرواية والشعر..
نادي الباحة قرر أن يظفر من الغيم جدائل الإبداع والتميز، ليقدمها على طبق من حب وسرور، مطوقة بإكليل الريحان والورد والكادي، لينعم بها أولو الثقافة وأرباب الأدب.
القائمون على شؤون نادي الباحة لهم بصمة تشبه شروق الشمس على جبالهم.. إنجازاتهم عطاء يشبه جملتهم الترحيبية (مرحبا هيل عد السيل).. في أعمالهم الضخمة المتتابعة أثبتوا فاعلية الأندية وصلاحيتها، رغم محاولة البعض وأدها حية، دونما ذنب اقترفته، إلا أنهم يرون أنها أصبحت غير صالحة.
في هذا الحراك المتتابع لنادي الباحة، ومعه بعض الأندية الفاعلة، تتشكل لنا فرصة التحليق إلى العالمية والخروج من إطار المحلية إلى آفاق أوسع وأشمل.. بعد أيام يستقطب ملتقى القصة الرواد والمبدعين والمناضلين من أجل إبقاء القصة حية.
هذه التظاهرة التي تجمعهم للتكريم والتحفيز وللاحتفاء، سيكون لها شأن عظيم، خصوصا وهي لم تكن انتقائية نخبوية في الاختيار، بل عملت من أجل الكبير والصغير، الرائد والمبتدئ، الرجل والمرأة، وعملت من أجل القصة، في الوقت الذي يحاول البعض إخراجها من أبواب ا?بداع، لتبقى على رصيف التهميش.
حين يكون هناك عرس ثقافي يرتقي بالمعنى ا?سمى للثقافة، فهذا يعطي دلالة على ارتفاع معدل الثقافة وانتشار الأدب، بمباركة من قادتنا وأولي أمرنا، وبدعمهم ومساندتهم، ?يمانهم التام أن الثقافة والأدب ركيزتان من ركائز بناء الوطن، والنهوض بوعيه وفكره على مستوى الفرد والمجتمع.
لنادي الباحة: لرئيسه وأعضائه ما قدمتوه من قبل بين أيدي صناع الحرف ومحترفي النقد وطالبي العلم كان ذا وقع رائع في نفوسهم وعلى أقلامهم، ما يجعلنا نجزم أن القادم أجمل وأكثر في ناديكم وأشقائه..
ليس لهذا الإبداع من مبرر سوى أنكم تحاولون أن تطففوا في مكيال التميز، فلا ترتضون بأقل من طول الجبال قامة ولا أدنى من المطر لإبداعاتكم.