ربما كانت معرفة العالم بانغلاق فكر طالبان ومعاداتها للثقافة، عندما فجرت تماثيل بوذا في الفترة الزمنية التي سبقت تفجيرات 11 سبتمبر 2001، رغم مناشدة العالم بأسره للحفاظ على تلك الثروة الثقافية العالمية.

واصلت طالبان ممارسة الفكر المُعلب، بتدمير كل معالم الحضارة والثقافة المعاصرة في أفغانستان فمنعت التلفزيون والإذاعة، وحرمت البنات من التعليم، كما منعت المرأة من الوظيفة، ناهيك عن فرض أسلوب حياة أعاد البلاد إلى عصور القرون الوسطى.

انتهى حكم طالبان لأفغانستان مع سقوط نظامها بعد هجمات سبتمبر، ولكن مفاعيل وجودها لم تنته، فهي شكلت حالة سياسية ودينية تشبه إلى حد كبير مجتمعها، ولأجل ذلك لم يستطع الأمريكيون حتى اللحظة من الإمساك بأي قيادي كبير من طالبان أو القاعدة، وبالتالي فإن امتداداتها عميقة في المجتمع الأفغاني.

رغم كل محاولات التواصل لإعادة طالبان إلى أفغانستان كشريك في الحكم، باعتبارها تشكل حيثية شعبية، لم تقتنع الحركة أنها فقدت السيطرة على البلاد، أو أقله على جزء كبير منها. فقادتها الذين سكنوا الجبال والكهوف يواصلون ما بدؤوه منذ سيطرتهم على أفغانستان بعد اندحار الاحتلال السوفيتي والانشقاقات التي حصلت في صفوف المجاهدين.

يكرس الطالبانيون هذه الأيام حربهم ضد المدارس، ليس فقط مدارس البنات، ويحاربون العلم تحت شعار تعميم الجهالة في أفغانستان، وهو أشد إيلاما وأذية لهذا المجتمع من الاحتلال الأمريكي والأطلسي والحرب الإرهابية التي يتعرض لها.