عبدالحميد جابر الحمادي
تناول المغردون والكتاب وأفراد المجتمع كلمة الفكر التي كرر الحديث حولها وزير الإسكان في الندوة التي تحدث فيها عن مشكلة السكن، إذ اختزل المعالجة في سبب واحد ألا وهو الفكر.
طبعا، الحديث والتعليق قد أشبعته مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الصحف المحلية ومجالس الناس، فمنهم المتعجب والساخر والمبرر والمستفسر واليائس، وكل هذه المخرجات السلوكية عائدة إلى ثقافة الإنسان وحاجته.
ولتفصيل أكثر حول الألفاظ السابقة، فالمتعجب إما أن يكون عجبه من رفاهية الألفاظ أو تغير إسقاط الوزير قبل وبعد الوزارة، والساخر اختارها لتكون فرصة لاستخراج روح الفكاهة التي يتمتع بها، والمبرر إنسان ليس بحاجة للسكن وهو ينظر من زاوية واحدة، والمستفسر إنسان يميل إلى التثبت والتريث وهو من نسميه رجل عاقل ووقور، واليائس هو الذي لا يهتم بالوعود الصادقة فكيف بغيرها؟
ربما إبهام وغموض وزير الإسكان في شرح المقصود بكلمة الفكر هو الذي أسهم في تعدد تفسيرها إلى تفاسير عدة، ولو أنه وضح ما المقصود منها، هل يقصد طريقة التخطيط في تأمين مسكن؟ أم يعني تغيير ثقافة شكل المسكن؟ أم يقصد تحديد مكان السكن؟ أم حديثه موجه للمطورين العقاريين؟ وهل الثقافة التي يقصدها ثقافة اقتصادية أم ثقافية اجتماعية؟
وبعد أن يحدد قصده، ينتقل إلى شرح الآليات التنفيذية في حل تلك المشكلة بمعنى آخر: تحديد المشكلة، صياغة المشكلة، توضيح مخاطرها، عرض الحلول، بهذا يكون أنهى الأشكال الفكري والثقافي الذي أحدثه في المجتمع.
ولعل الخير الناتج عن ذلك الموقف، هو تباين الكتاب في مواقفهم بين متناول الموضوع بشكل موضوعي اجتماعي، إذ قدم الحلول والاقتراحات والفرص للوزير، وبين مطالب بالبحث عن بديل في أقرب فرصة، ولذا والوضع كذلك، فعلى الوزير أن يسعى إلى حلول استثنائية وعاجلة فيما يخص الإسكان، وهو الدافع الأكبر في إظهار مبدأ حسن النية في خدمة المواطن من خلال مسؤولياته.