اتجه بعض الشباب السعودي أخيرا إلى جر العربات والتجول بها في الأسواق والأماكن الشعبية، لبيع البطاطس، نظرا لمردودها المادي الجيد الذي يوازي رواتب موظفين على مراتب عليا سواء في المصالح الحكومية أو القطاع الخاص.

"الوطن" خلال جولتها في سوق البطحة الشعبي الواقع في منتصف مدينة الرياض، التقت ببعض الشباب السعودي المتجولين بالعربات، لتكتشف أنهم امتهنوا بيع البطاطس، وإن كان ذلك على استحياء، تخوفا من نظرة بعض فئات المجتمع.

ولاحظت الصحيفة أنهم يقفون في زوايا محددة، كي يستطيعوا رؤية جميع المارين، وبالتالي يتمكنوا من الهرب في حال مرور أحد أقربائهم أو معارفهم أو حتى أصدقائهم.

دخل جيد

وذكر الباعة المتجولون لـ"الوطن"، أن مدخولهم اليومي يتجاوز 400 ريال، وذلك خلال تجولهم في 6 ساعات، أي من الساعة الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء، مؤكدين أن موظفي البلدية يغضون الطرف عنهم في حال اكتشاف مخالفات صغيرة، ولا يلتفتون إليهم لمعرفتهم بأنهم شباب سعوديون يبحثون عن مصدر رزق جيد لهم ولأبنائهم.

أحد الباعة -رفض الإفصاح عن اسمه- أكد أنه يتجه بعد صلاة العصر يوميا إلى السوق لبيع البطاطس، مؤكدا أنه يكسب أكثر من عشرة آلاف ريال شهريا، مبينا أنه لا ينوي البحث عن وظيفة حكومية أو أهلية، نظرا للمدخول الكبير الذي يناله من هذه العربة.

نظرة المجتمع

بدوره، أوضح بائع آخر أنه يتحاشى مقابلة أحد أقربائه أو أصدقائه، كي لا يضطر إلى ترك هذه المهنة التي مكنته من فتح منزل وشراء سيارة، لأن دخلها المادي يعد كبيرا، مشيرا إلى أن ثقافة بعض فئات المجتمع ما زالت تنظر إلى هذه المهن بطريقة غير جيدة، متمنيا تغير هذه النظرة، كي يتمكن الشباب السعودي من إيجاد مصدر رزق جيد دون عناء البحث عن وظائف.